معرضُ الزهوربدورته الثالثة والثلاثين في حديقة البطرني باللاذقية ..فقر يفتقد لنبض الحياة

الوحدة:5-6-2022

يستمتع زائر معرض الزهور بجولة بين الورود والزهور والنباتات الخضراء، ورؤية الحرف التراثية اليدوية واللوحات التشكيلية والفنية تحت ظلال الأشجار في حديقة البطرني لتنعكس بهجة للنفس بطاقة الحياة والجمال، بعيداً عن التلوث البصري خارج المكان. بينما بعض العارضين المشاركين بالمعرض كانوا يسابقون الزمن قبل الساعة الثامنة والنصف مساءً موعد الافتتاح لإعداد أجنحة العرض بأبهى صورة جاذبة للزوار، لأن الجهة المنظمة تفننت في التسويف والتأخير بتأمين الخدمات اللازمة للمشاركين من (مياه، كهرباء، طاولات، كراسٍ، شبك أخضر لحماية النباتات من أشعة الشمس، وتحديد مساحة الجناح بغياب (ستاندات) محددة للأجنحة، وحتى العرض في الهواء الطلق بالحديقة له مقومات وشروط ولمسات فنية غابت عنها الجهة المنظمة.  

انتقل تنظيم معرض الزهور منذ سنوات من مجلس مدينة اللاذقية إلى مديرية السياحة، واقتصر دور مجلس المدينة كما قال رئيس دائرة الحدائق أيمن الأزكي على تحضير المكان لانطلاق الفعالية من خلال التنظيف وتقليم الأشجار، وقص العشب، وتشغيل النافورة والإنارة العامة إضافة إلى المشاركة بالمعرض عبر جناح خاص لدائرة الحدائق بعرض أنواع أشجار وشجيرات ونباتات.

*.نظام: المعرض تسويقيّ ترويجيّ

 قال مدير السياحة باللاذقية السيد فادي نظام: هذا العام بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس وزارة السياحة وبالتعاون مع محافظة اللاذقية ومجلس المدينة تمّ افتتاح معرض الزهور الثالث والثلاثين بعدد من الفعاليات بمشاركة أصحاب المشاتل والزهور، ومديرية الزراعة، ومجلس المدينة، إضافة إلى محمية الشوح والأرز، ومحمية الفرنلق مع أجنحة للحرف اليدوية والتراثية، ودائرة المرأة الريفية بالساحل السوري لدعمها، وحضور أصحاب مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر ومشاركة سيدات تعرض طعاماً من المطبخ السوري الساحلي والمنشآت السياحية الخاصة بالمطبخ السوري. والاهتمام بتقديم عروض فنية ومشاركة عازفين موسيقيين، فيما الهدف من المعرض هو تسويقي ترويجي للمنتجات بشكل مباشر وخلق تفاعل بين الزوار والمشاركين                                   . ورداً على سؤال حول سبب غياب الوردة الشامية عن المعرض، والفقر بتنوع عدد العارضين في مجال الزهور والنباتات، أجاب: السبب قرب افتتاح معرض الزهور في حديقة تشرين بدمشق في 22 حزيران، وربما ظروف البلد كانت سبباً في إحجام بعضهم عن المشاركة إضافة إلى إبقاء مساحات خالية لتقديم العروض الفنية                                            ! فرقة جفرا: تمّ افتتاح معرض الزهور بمشاركة فرقة (جفرا) للمسرح الراقص للأطفال والشباب، بدا رئيس الفرقة طارق بلال متحمساً لتقديم ثقافات سورية عبر لوحات راقصة استقطبت زوار المعرض          . رامي زكريا / صاحب مشتل النرجس/ السمكة الذهبية: انشغل رامي قبل الافتتاح بساعة بتمديد أسلاك الكهرباء لإنارة جناحه على نفقته الخاصة لتشغيل إنارة أحواض السمك بعد إحضار المياه للأحواض، منتقداً الإهمال وسوء الخدمات وعدم تقديم ما يحتاجه العارض لإعداد جناحه بأفضل صورة، فالجهة المنظمة قدمت لرامي موقعاً بين شجرتين وعليه أن يسعى بجهده الذاتي لعرض منتجاته ما اضطره لدفع مبلغ /200/ ألف ليرة سورية. وأشاد بتفاعل مدير السياحة باحترام لتلبية الطلبات من الجهة المنظمة لكن الفريق المتابع للعمل ميدانياً تقاذف الكرات فيما بينهم بالمماطلة والتجاهل حتى اللحظات الأخيرة قبل الافتتاح.

وأكد أنه شارك بكل معارض سورية لكن سوء الخدمات والتنظيم من الجهة المنظمة ضربت الرقم القياسي بالأسوأ بين معارض الزهور في سورية، ورد الفقر بعدد العارضين والمشاركين من أصحاب المشاتل إلى سوء الإدارة والتنظيم. يحيى ظاظا /نواعير حماه جاء من حماه للمشاركة بعرض نواعير خشبية للزينة، من الخشب بمقاسات مختلفة بين (50 – 150 سم) قال: هذه مهنة أقدم المهن بالعالم عمرها 3000 عام، امتهنتها منذ /25/عاماً، كانت هواية وتحولت لاحتراف ومصدر رزق ونجحت في تسويق منتجاتي التي وصلت إلى كل دول العالم، عن طريق أصدقاء أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

قال: شاركت بمعارض داخلية في سورية، ومعرض (اكسبو) في شنغهاي بالصين، والنواعير المعروضة للبيع ويتراوح السعر بين 400 ألف ليرة سورية، تصاعدياً حسب الحجم، وكان يتوقع أن يكون الاهتمام بالتنظيم والخدمات أفضل مما هي عليه.

مشتل الطيبة /طرطوس:

أكد يوسف سعد الدين صاحب المشتل أنهم من المشاركين الدائمين بمعرض الزهور كل عام، بعرض أشجار مثمرة ونباتات زينة، وصباريات والأسعار مقبولة، تبدأ من 1000 ليرة سورية تصاعدياً حسب النوع والحجم، أشاد باختيار موقع حديقة البطرني، لكن انتقد بطء تطبيق التنظيم لآخر لحظة بعدم تأمين ما يلزم العارض وضعف الاستجابة من الجهة المنظمة  . ولفت إلى أن الشبك الأخضر قديم ونسبة الظل فيه لا تتجاوز 20% وبذلك تكون الشمس قوية ومؤذية للنباتات مع غياب ساتر خشبي.

رئيف محمود /فخاريات انتشرت الفخاريات بأشكال وأحجام متنوعة في موقع البحرة الصامتة في حديقة البطرني وكلها من إنتاج رئيف محمود بأسعار تبدأ من 1500 ل.س إلى 30000 ل.س.

 

م. هيثم عجيب /خشبيات مع إعادة تدوير:

 تحدث م. عجيب عن مشاركته بالمعرض في تدوير الخشب ينتج عنه نماذج بيوت ريفية واجهات ومجسمات بيت ريفي، رحى وكراسي، من العيدان ،تشكيل تحف صغيرة بأشكال مختلفة باستخدام إعادة تدوير بطريقة معبرة فنية لها وظيفتها.

دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية قالت المهندسة رباب وردة رئيس الدائرة: نشارك بمنتجات متنوعة من مقطرات نباتات طبية وعطرية، ومنتجات تصنيع غذائي متنوعة، إضافة إلى أعمال يدوية وفخاريات من المطعم البيئي والمرأة الريفية ومنتجات من المطبخ السوري تقدم مباشرة في المعرض (كبة بأنواعها، أكلات وحلويات تراثية                        . جولة الزوار أم بسام، لأول مرة تزور معرض الزهور مع زوجها وأولادها، استمتعت بمظاهر الجمال والفعاليات الموجودة واشترت نباتات زينة من المشتل، ورأت في المعرض فرصة للترفيه واستشعار جمال الطبيعة و الورود مع تنظيم وترتيب وتنوع.

أبو أحمد من رواد حديقة البطرني يومياً، لكن شعوره مختلف مع افتتاح معرض الزهور وازدحام الزوار للمعرض لتضج الحديقة بالنشاط والحيوية والتفاعل بين المشاركين والزوار, لافتاً إلى فقر المشاركة من مشاتل عديدة كانت تشارك بالمعرض سابقاً متذكراً أيام العز منذ سنوات قبل الأزمة والحرب على سورية حيث كان لمعرض الزهور نكهة السحر والجمال والتنوع والتنظيم والغنى والحيوية ونبض الحياة.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار