مناهج التعليم الحديثة بين النظرية والتطبيق.. الحلقة الأولى نموذجاً

الوحدة: 26- 5- 2022

 

 

أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة، ألقتها عضو الهيئة التدريسية في قسم اللغة العربية في جامعة تشرين الدكتورة ريان عبد المجيد جلول بعنوان: مناهج التعليم الحديثة بين النظرية والتطبيق المرحلة الابتدائية نموذجاً.

قالت فيها: لاشك أن مركز تطوير المناهج التربوية يسعى جاهداً لتحسين عملية التعليم، ولا سيما المرحلة الابتدائية بوصفها مرحلة تأسيسية لها أثرها في التأسيس العلمي والتربوي وتنمية القدرات العقلية و العلمية.

ومحاضرتنا اليوم ردٌّ على الأحكام التعسفية و المطلقة الموجهة إلى المناهج الحديثة وهي مبنية على أساس النقد العلمي القائم على التحليل والتعليل والتفسير والتقويم لتمييز الجيد مما سواه، وصولاً إلى الأحكام الموضوعية في تسليط الضوء على مناهج التعليم الحديث، وذلك من خلال محورين الأول: الجانب النظري وذلك من خلال إجراءات خطة التطوير و أسسها، المحور الثاني: المحور التطبيقي وذلك من خلال الأداء التعليمي ومستويات التعليم مع الإشارة إلى العلاقة بينهما في الجانب النظري إجراءات خطة التطوير وأسسها، ونحن بالتأكيد نشيد بجهود المركز الوطني ودوره الإيجابي في تحسين عمليتي التعليم والتربية وخاصة أن جهوده ركزت على دور المعلم بوصفه ميسراً ومرشداً وموجهاً، ولاسيما أن المعلم هو جسر اتصال بين المركز الوطني والتلاميذ، ونوهت إلى أن المناهج الحديثة اعتمدت على المرونة والحداثة وعززت دور التلميذ بفهم المادة وصولاً إلى الملاحظة والاستنتاج عن طريق الملاحظة والاستنتاج و التواصل الشفوي، ولاسيما في مادتي العلوم والرياضيات، وذلك بعيداً عن التلقين والتلقي السلبي وتوصيل الأفكار بأسلوب خبري باستعمال ضمير المتكلم بعيداً عن أسلوب الأمر، مثل ألاحظ، أجرب وأستنتج وغيرها، كل ذلك له أثره في الترغيب وتعزيز الثقة بالنفس لدى التلاميذ، يضاف إلى ذلك إكساب المتعلمين المهارات اللغوية بتنمية الثروة اللغوية بمادة اللغة العربية بتعلم مفردات اللغة العربية الفصيحة إلى جانب إدخال اللغة الانكليزية في الحلقة الأولى، أيضاً من جهود المركز الوطني تمكين الهوية الوطنية وتعزيز محبة الوطن في نفوس أبنائنا الطلبة في كتاب الدراسات الاجتماعية، وربط ذلك بالأخلاق التي يرفدها وينميها ويعززها كتاب التربية الدينية، وأشارت إلى الهوة الفاصلة في الجانب التطبيقي بين ما يسعى إليه المركز الوطني وما نراه من واقع أبنائنا الطلبة، فقد استفدنا من خبرات معلمات الصف في بعض المدارس و رأينا تفاوتاً في مستويات الطلاب والقدرات الذهنية، ولاشك أن ذلك يترك أثراً سلبياً في إيصال المعلومات بين المتلقي البطيء والمتلقي السريع، كذلك هناك مشكلة الرسوب المتكرر في الصف نفسه وصولاً إلى درجة الاستنفاد، وقل ما كان يحدث ذلك من قبل.

 

وفي الجانب النظري أكدنا على تكثيف المعلومات في المناهج الحديثة وفي الجانب التطبيقي على الرغم من تكثيف المعلومات وما تحتاج إليه من التزام في الدوام وجهود المعلم في إيصالها هناك ظاهرتي الغياب والدروس الخصوصية، أخيراً حبذا أن نوجه رسالتنا فيما نراه مناسباً في بذل جهود المعلمين إلى جانب مدراء المدارس في الآتي: رفع تقارير مفصلة في نهاية كل عام دراسي عن كل مادة مقررة تتضمن نسب النجاح للتمييز بين التكافؤ والتباين في استيعاب المناهج وسرعة التلقي أو إقبال على مواد معينة، توضيح الأداء التعليمي من قبل المعلمين من جهة ومستويات التلاميذ من جهة أخرى وتحديد مشكلة الضعف في بعض المواد وذلك لترميم الهوة الفاصلة بين المناهج المتطورة ومستويات الطلاب، والهدف من ذلك الاستفادة من جهود المعلمين كونهم جسر اتصال بين المركز الوطني وأبنائنا الطلبة ودمجها مع جهود المركز الوطني أي بين التنظير والتطبيق وذلك لسعي المركز الوطني لاتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة لإتمام حركة التطوير والتعليم وصولاً إلى البناء العلمي الأمثل.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار