الوحدة 23-5-2022
التجميل هو اختصاص طبي يُدرس بعد كلية الطبّ، يهدف إلى تعديل أو تصليح أو تحسين حالة قد حدثت وأدت إلى تشوه في الجلد أو في عضو من أعضاء الجسم، مثلاً بعد الحروق أو الحوادث أو تعديل لمشكلة تعاني منها المريضة أو تؤثر على نفسيتها، بهذا التعريف بدأت الدكتورة ريم محمد حاتم، الاختصاصية بالأمراض الجلدية والزهرية، حديثها عن عمليات التجميل، والتي نشهد خلال هذه الفترة إقبالاً متزايداً عليها، حتى أصبحت هوساً أو موضة وأشبه بحالة – إلزامية – بعد أن كانت استثنائية، وفي حالات الضرورة فقط . وعن الأسباب الداعية للتجميل حدثتنا د. ريم، قائلة: سابقاً كانت هناك عدة أسباب تدعو إلى التجميل كالحوادث أو الرضوض أو أي تشوه يحدث للجسم، أما حالياً ونتيجة تحول المجتمع إلى مجتمع الصورة، ومجتمع وسائل التواصل الاجتماعي والتعبير عن الشخص عبر شكله، ما أدى إلى ازدياد الرغبة بالتجميل والطلب عليه. أما الأعمار التي تطلب التجميل أشارت الدكتورة ريم إلى أنها من مختلف الأعمار، من سن السابعة عشر عاماً وحتى سنّ السبعين، وحالياً نلحظ ازدياد العدد بين فئات الشباب الصغار والفئات العمرية الكبيرة. أما أكثر الإجراءات الجلدية طلباً فهي البوتوكس والحقن بالمواد المالئة (فيلر) . والبوتوكس هو إجراء يهدف إلى تأخير ظهور التجاعيد ويُحبّذ هذا الإجراء في الأعمار الصغيرة قبل أن تصبح التجاعيد الحركية التي تنجم عن حركة العضلات التعبيرية في الوجه دائمة أو ثابتة، لذا يُفضل إجراؤه بأعمار صغيرة، وكل فترة، على أوقات متباعدة من أربعة إلى ستة أشهر، وذلك للتخفيف من قوة العضلة وبالتالي التخفيف من ظهور التجاعيد، ودائماً يتساءل مرضانا: هل إذا أوقفنا البوتوكس يضعف الجفن و(يتهدّل) الجلد مثلاً، بالتأكيد الإجابة: لا، فعندما يتوقف المريض ويعود إلى تجاعيده التي هي بعمره الحالي وليس بالعمر الذي بدأ به البوتوكس، مثلاً مريضة بدأت به في سن العشرين وتوقفت في سن الأربعين فإن تجاعيدها ستعود في عمر الأربعين وليس في سن العشرين، رغم أن العضلة يمكن أن تضعف أو تخف من التجاعيد، أما الفيلر فهو عبارة عن إجراء حقن مواد مالئة – مصنعة طبياً – بمناطق معينة بهدف إملاء المنطقة، وحالياً اختلفت عمليات الفيلر، فسابقاً كانت لنفخ أو إملاء الخطوط، أما حالياً نجريها لشدّ الوجه بالمواد المالئة وإعادة الوجه لما كان عليه في فترة الشباب أي إعادة توضع الكتلة الشحمية والعظمية في الوجه لما كانت عليه في فترة الشباب، فيبدو المريض كما هو لكن أصغر في العمر دون أن نغير ملامحه . وختمت د. ريم حديثها بمجموعة نصائح، إذ تنصح المرضى بأن الإجراءات ليست كما يروّج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهذه السهولة والأريحية، وليست ماكياجاً أو ذهاباً إلى مراكز التجميل، إنما هي عبارة عن إجراءات طبية دقيقة ولها مخاطرها، قد تصل في بعض حالات الفيلر إلى نخر الجلد والعمى، لذلك يفضل أن تُجرى عند طبيب جلدية أو تجميل مختص يعرف تماماً تشريح الوجه وأين وكيف يضع المادة؟ ويعلم المواد الجيدة، وأكدت على ضرورة عدم الانسياق وراء الدعايات والإعلانات والصور الموضوعة على الانترنت، بل التوجه إلى الطبيب المختص، وعلى المريض أن يرى المادة بعينه ويعلم جيداً ماذا يحقن؟
ريم جبيلي