الوحدة : 13-5-2022
تأسرني شخصية “دون كيشوت “، ذلك الفارس الخمسيني الذي يمتطي صهوة الخيال .. .. ويطمح لتغيير العالم من حوله .. ومحاربة الخيبات بجسد هزيل وبصر ضعيف ..وبالرغم من أنه شخصية خيالية إلا أن شهرته فاقت شهرة كاتبه الإسباني سيرفانتس .. لايزال دون كيشوت حياً في ذاكرة الملايين من الإسبانيين ، وتمثاله القابع في ميدان إسبانيا في العاصمة مدريد يوحي إلى السياح أنه لايزال ذلك الفارس الشجاع الذي يحارب طواحين الهواء ولايهاب شيئاً ، وكأنه شخصية حقيقية من لحم ودم !! والجدير بالذكر – حسب ماتقوله المراجع – أن سيرفانتس كاتب الرواية عانى لفترة طويلة من الفقر ، لكنه لم يستسلم يوماً لظروفه ، ونهل الكثير من الثقافة والفن بمجهوده الشخصي ، وبالرغم من الإحباطات المتكررة في كتابة الشعر والمسرح نشر الجزء الأول من روايته “دون كيشوت ” لتحقق تحولاً جذرياً في عصر الرواية آنذاك !! لعل هذا مادفع الرئيس الفنزويلي الراحل “هوغو شافيز” إلى توزيع مليون نسخة من الرواية ذاتها مجاناً ليشجع على القراءة قائلاً : (سنقرأ جميعاً دون كيشوت لنتغذى أكثر من روح مكافحة أرادت إحقاق الحق وتصحيح العالم ..إننا جميعاً أتباع لدون كيشوت إلى حد ما ..) .
منى كامل الأطرش