الأرصفة كثرت التعديات عليها… وقلّت خدماتها…

العدد: 9320

26-3-2019

تعد الأرصفة من أهم مرافق المدن وواحدة من أركان تصميماتها الأساسية وهي مشاريع حيوية تؤدي وظيفة خدمية هامة وترسم الحدود في المدينة ما بين الطرق والشوارع والمباني.
أرصفة غابت معالمها:
بجولة ميدانية إلى عدد من أحياء المدينة لمعرفة آراء شريحة من المجتمع بخصوص ما آلت إليه أرصفة حيهم، التقينا /فادي صبح/ من أهالي مشروع البعث حيث قال: نود أن نعرف كيف يتبلور الدور الوظيفي للأرصفة، فالرصيف في حينا ضاعت معالمه وقلّت خدماته وانتشرت ضمنه الحفر الكثيرة، وبات يشكل خطراً على المشاة، فلابد للأرصفة في الأحياء كاملة الشعبية وغير الشعبية أن تتسم بتصميم هندسي بسيط وغير معقد لتسهيل حركة المرور ضمنها، بعد أن أصبحت مسرحاً لكافة العروض الفنية من حفر وكهرباء وماء وهاتف وباتت أعمال إعادة تأهيلها تتم بشكل سلبي جداً أي بمعنى /هات إيدك والحقني/.
وذكرت /عفراء إبراهيم/من أهالي مشروع الزراعة: أن التباين واضح على أرصفة مشروع الزراعة، فالحفر هي العنوان الرئيسي للأرصفة وإن استخدامات الرصيف تعكس طبيعة قاطنيها، فأرصفتنا بشكل عام جافة وعبوسة وكأنها بذلك تعكس انعدام الخدمات وهزلية استخدامها، فالأرصفة بشكل عام تشكل المرآة الأساسية للمدينة أو الأحياء بكل تحليلاتها، واليوم وأمام هذا الواقع السيء لأرصفة المدينة وشوارعها يستمر الإهمال الخدمي لها أكثر من أي وقت مضى، فالرصيف هو من المرافق الهامة والخدمية الذي يسّهل حياة الناس في المدن، ونوهت إلى تقليص مساحات هذه الأرصفة فقد أصبحت مساحات كثيرة منها عبارة عن مواقف للسيارات وأحياناً كثيرة يتم إلحاقه دون وجه حق بمساحات المقاهي أو يستخدمه الباعة براكات /كولبات/ للبيع، ويحدث ذلك وسط تجاهل المجلس البلدي الذي لا يحرص على التطوير والتحديث الهندسي للأرصفة.
يقول /مهند آغا/ تعاني الأرصفة في مشروع الزراعة من الكثير من المشكلات التي تعيق حركة المارة حيث تقوم الجهات العامة /كهرباء، صرف صحي، ماء/ بحفر الرصيف وتنسى أن تعيده كما كان، فالأرصفة مثلها مثل الساحات العامة هي شاهد على حضارة وتطور المدينة وغالباً ما يكون الوضع الخدمي للأرصفة ترجمة حقيقية للأهمية التي تقدمها الجهات الخدمية للحفاظ عليها، ومن أجل الحرص على وجود الرصيف في المدينة لابد من تفعيل وظائفه وتنظيمه وترميمه وتحديد شروطه وفقاً للواقع العام لكل حي أو شارع أو منطقة فهو ينسق جمالية المدينة ومنظرها العام، معرباً عن أسفه لوجود أرصفة مثل الأرصفة الموجودة في حي الزراعة فهناك شوارع تخلو من أي أرصفة والتي تعد من أهم عناصر المدينة وذاكرتها وهويتها لتصبح من أهم مرافق المدن وواحدة من أركانها الخدمية، ولعله من الجدير بنا أن نشير هنا ونحن نتحدث عن حول أسس تصميم الأرصفة في الطرق والشوارع والأحياء ووضعها الخدمي أن نعرف آراء الناس بهذا الموضوع لنجد أجوبة جاهزة من قبل الكثير من المواطنين ومعظمها تقترب من الواقع العام لهذا المرفق الخدمي.
حيث حدثنا /حسان أحمد/ من أهالي حي مشروع الأوقاف: يعتبر الرصيف جزءاً مكملاً للشوارع والطرق داخل الأحياء والمدينة والجميع يعلم بأن الرصيف ينظم حركة المشاة ويوفر لهم الحماية اللازمة من خطر الحركة المرورية، إلا أن الأرصفة في حي الأوقاف أخذت طابعاً آخر والمنظر العام يفسر ذلك فقد انعدمت الأرصفة بوقوف السيارات ضمنه، ونحن كمشاة مضطرين للسير وسط الشارع معرضين أنفسنا لخطر الحوادث المرورية، لذلك لابد للجهات المعنية والخدمية من وضع المواصفات الهندسية لهذه الأرصفة وتحسين مظهرها لتوفير عنصري الراحة والأمان، لذا يجب إزالة كافة المعوقات والعناصر التي من شأنها أن تعيق حركة المشاة ليتاح لنا سهولة النقل والمشي والحركة على الرصيف، فأرصفتنا بشكل عام خالية من التصاميم والمعايير الهندسية ويوجد فيها الكثير من التعقيد، فالمواطن لا يشعر بالأمان أثناء السير عليها.
أحياء خالية من الأرصفة:
ثم اتجهنا إلى مشروع ياسين لتسليط الضوء على واقع الأرصفة هناك فقد حدثتنا /ندى إبراهيم/ الوضع الخدمي لأرصفة الحي سيئة جداً مقارنة مع الأرصفة في مناطق أخرى فكيف للجهات الخدمية أن تقدم مشروعاً لتخطيط شوارع وأرصفة وممرات مشاة كونها حقاً للمشاة فهي تقينا من خطر الحوادث المرورية وتنظيم حركة الطلاب وتلاميذ المدارس من أجل السير ضمنها، وحول الواقع العام للأرصفة نوهت بأن غالبية الأرصفة الموجودة حالياً في الحي محفرة والبلاط مكسر، فالشارع الممتد من شركة التون حتى نهايته يخلو تماماً من الأرصفة، وأيضاً في المنطقة الواقعة من مفرق شركة حمادة التجارية حتى /برج حلا/ تخلو من الأرصفة.
وبلا شك بأن السير على الأرصفة ظاهرة حضارية وتعكس ثقافة اجتماعية ولكن الاعتداء عليها وانعدامها وما يتبع ذلك من مخاطر للمواطن والمشاة وهي بوضعها الحالي تقلق الأهالي وتثير مخاوفهم، وبات الأمر بحاجة إلى إجراءات سريعة من قبل الجهات الخدمية والبلدية.
وأمام هذا الواقع نحن نبحث من خلال الآراء حول واقع الأرصفة فلابد أن تكون أرصفة الشوارع جميلة ومنسقة لإظهار واجهتها الجميلة حتى يستطيع المشاة السير ضمنها باطمئنان.
ثم توجهنا إلى شارع الجمهورية لمعرفة واقع الأرصفة هناك لأنه على حد علمنا هناك شكاوى متكررة حول واقع الأرصفة في هذه المنطقة وحول ذلك حدثنا/سامر إسماعيل/:
مرة أخرى بعد المئة نقول أن ظاهرة العبث بالأرصفة والتعديات عليها وسط تجاهل البلدية ومجلسها وما يتبع ذلك من ازعاجات ومخاطر للمارة تقلق كافة القاطنين والمارة أيضاً، وبات الأمر بحاجة إلى إجراءات فورية وسريعة من كافة الجهات المعنية /خدمية وبلدية ومرور وغيرها/ اتخاذ الإجراءات القانونية التي تمنع التعديات على الأرصفة حتى تصبح هذه المنشآت صالحة لمستخدميها بدلاً من السير في الطرقات والشوارع، ونوه إلى أن القاعدة المرورية التي تقول بأن الأرصفة تقي من الحوادث المرورية والمخاطر ضاعت في غلافها الجغرافي على امتداد شارع الجمهورية، فأي مكتب سيارات يقوم بحفر الرصيف على مستوى المحال ويقوم بعرض السيارات على الأرصفة فيحتلون الرصيف المخصص للمشاة، الأمر الذي يؤدي إلى إرباك المارة ويؤدي إلى خلق فوضى في الشارع.
وبدورها قالت/سميحة خضور/:
فوضى عارمة ومشاهد غير حضارية والكثير من الحفر وانعدام الصيانة والخدمات تعيق حركة المارة، وبشكل عام فواقع الأرصفة في المدينة هناك أكوام مكدسة من البضائع والسلع وغيرها على الأرصفة وذلك ما يلحظه كل من يتجول في العديد من أسواق المدينة حيث يظهر الاعتداء المباشر على حق المشاة حيث تحولت الأرصفة في شوارعنا وأسواقنا وطرقاتنا إلى ملحقات للمحال التجارية، والبراكيات، كما أخذت الاعتداءات على الأرصفة إشكالاً مزعجة إذ استحوذت العديد من المقاهي الشعبية منها والمدرجة سياحياً على الأرصفة المحاذية لها بشكل تام، ومع هذا وذاك أود أن أقول بأن ما يحدث لأرصفتنا هو مخالفاً للأنظمة والقوانين العامة منها والمرورية، ومن ناحية أخرى فإن البلدية مقصرة جداً بطريقة صيانة الأرصفة ومتابعة خدماتها وتطويرها بما يتناسب مع احتياجات المواطنين.
أخيراً:
لابد من التخطيط لواقع الأرصفة حسب كل منطقة وحسب قوانين السير المتبعة وأن يتم تصميم الأرصفة بشكل عمراني وحضاري، فالأرصفة بشكل عام عنوان الحضارة والرقي في المجتمع وهي تدل على وجود الحياة، ومن واجب البلدية القيام بالخدمات الكاملة لها وصيانتها وتخديمها بما يتناسب مع الوضع البيئي والعمراني حتى يعاد إلى الأرصفة إلفها الخدماتي.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار