الوحدة 25-4-2022
لايوجد سوق منظم في مدينة القرداحة ككل المدن، ولا سوق هال يوفر على التاجر أجور النقل التي سيحصلها حتماً من المواطن، وإنما محلات متناثرة هنا وهناك في شوارعها القليلة، كذلك لايوجد صالة خاصة للسورية للتجارة لبيع الخضار والفواكه وإنما صالات مخصصة لبيع المواد المدعومة من سكر ورز ومنظفات ومعلبات، باستثناء مادة البطاطا التي تم طرحها مؤخراً في عدد قليل من صالاتها وهي مغلفة بأكياس كبيرة، كل هذه الأسباب دفعت إلى عدم وجود منافسة حقيقية بين التجار يستفيد منها المواطن. خلال جولة قصيرة على بعض محال القرداحة، أكد العم أبو محمد عندما التقيناه في أحد محال الخضار وهو يتمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة وعندما سألناه أجابنا بحيرة : أنه لايعرف ماذا سيشتري لعائلته لتعده على الإفطار، وهناك فارق بالسعر بين محل وآخر بالنسبة للكثير من المواد، موضحٱ أن بعض المواد التي ينخفض سعرها مقارنة بمكان آخر تكون غير جيدة وسيتم رمي أكثر من نصفها، وأضاف كنت في السابق، عندما أقبض راتبي، أشتري كيساً كبيراً من البطاطا، يكفي عائلتي كل الشهر، ولكن الآن ثمن كيس البطاطا هذا يعادل أكثر من نصف راتبي تقريباً، ولذلك صرت أبحث عن محل تكون مواده وخضاره أرخص من غيره، وأشتري بالكيلو أما الفواكه لا نفكر حتى بالنظر إليها أو حتى السؤال عن سعرها. وقالت السيدة جميلة وهي تبحث في المحلات عن أشياء تناسب ماتحمله في محفظتها من نقود: يلزمني كيلو من الثوم ولكني تفاجأت بالفارق في أسعاره بين محل وآخر ليصل الفرق حوالى ٢٠٠٠ ليرة دون أن أعلم السبب، فهذا يقول أن الثوم لديه من النوع الممتاز ولذلك يطلب فيه ٨٥٠٠ ليرة ويباع عند غيره وهو نفس النوعية ب ٦٥٠٠ أو ٧٠٠٠ ليرة، وذاك يتحجج بأجور النقل الغالية التي يدفعها لقاء إيصال خضرته من سوق الهال بينما جاره ينقلها بسيارته الخاصة، وأضافت بصراحة لا نعتمد كثيراً على شراء حاجياتنا من الخضار على هذه المحلات المتفرقة ولكن يذهب زوجي على دراجته كل أسبوع إلى جبلة ويشتري مانحتاجه موفراً أكثر من ربع السعر فيما إذا اشترى حاجياتنا من هنا، مؤكدة أن الفرق بالأسعار مابين جبلة والقرداحة كبير ويستحق عناء المحاولة لشرائها من أسواق جبلة. فيما قال السيد حبيب نحاول أن نشتري من المحل في قريتنا ولكنه يستغل وضعنا كونه المحل الوحيد ولا أحد ينافسه، ويطلب مايريد من الأسعار دون التقيد بأية نشرة تموينية ولذلك لا أخضع لرحمته، وأذهب كل عدة أيام إلى المدينة وأشتري ماتحتاجه عائلتي موفراً الزيادات التي سيأخذها في شراء سلع أخرى تحتاجها العائلة . ويؤكد البائع السيد علاء أسعد أن الأسعار شيئ مرعب للناس التي تكافح بكل قوتها لتبقى على قيد الحياة، فكثيراً ما تأتي السيدة وتأخذ بالحبة والحبتين فقط ويأتي آخر ويشتري بالدين وثالث يأخذ ويقول” بكرا بعطيك “، مضيفاً أن العمل صار أكثر من صعب، حتى أننا لم نعد نستطيع أن نحسبه ” تمشاية حال ” ، وأضاف: أذهب إلى سوق الهال في اللاذقية وأشتري ٥٠٠ كيلو من الخضار والفواكه وأدفع ٦٠ ألف ليرة أجرة نقلها، وهذا يعني أن يزيد ثمن الكيلو من أي مادة ١٠٠ ليرة لأجرة النقل، ونعمل طول النهار و نبيع بهامش ربح بسيط حتى لا يتبقى شيئ من الخضار لأن بقاءها يعني كسادها ورميها في اليوم الثاني، أما الفواكه فلا إقبال على شرائها والقلة القليلة فقط من يشترونها كونها بنظرهم من الكماليات. كذلك أكد البائع السيد إبراهيم بأن حركة البيع ضعيفة جداً، وأن شهر رمضان الكريم هذا العام لايشبه السنوات السابقة فالناس متخمة بالهموم إذ يقتصرون رغماً عنهم ويبحثون عن المواد الأرخص، وحتى شراء كيلو البطاطا التي كانت أكلة الفقير صارت عبئاً عليهم، فماذا يشتري الراتب الذي لا يكفي مدة أسبوع ثمن خضروات وفواكه، لافتاً أن ثمن كيلو البطاطا ب٢٤٠٠ ليرة، والبندورة ب ٣٠٠٠ ليرة كذلك ثمن كيلو الكوسا ٢٥٠٠ ليرة. أما حول التفاوت بالأسعار فهو إما نتيجة أن الخضار من النوع الثاني أي أقل جودة أو أنها بائتة من اليوم السابق فنضطر لتخفيض سعرها حتى لا تفسد ونرميها أو أن البائع لا يتكلف أجور نقلها وإنما ينقلها بسيارته فيوفر الكثير على نفسه.
سناء ديب