الوحدة : 22-4-2022
أقيمت في مركز ثقافي الحفة محاضرة ثقافية، تمحورت حول قلعة صلاح الدين ودورها التاريخي كإحدى قلاع الساحل السوري، والتي تحمل اسم قلعة صلاح الدين تيمناً بالقائد الإسلامي صلاح الدين. حيث أشار الأستاذ محمد خير بك إلى أن قلعة صلاح الدين تعد نموذجاً لفن العمارة العسكرية التي خلفتها عمارة القرون الوسطى، لما تحمله من قيمة أثرية وتاريخية تشهد عليها مناعتها وقوة حجارتها، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي المميز في منطقة الحفة شرقي مدينة اللاذقية، حيث تتموضع فوق قمة صخرية ممتدة طولياً، تقسم إلى قسمين متميزين عن بعضهما : قسم شرقي مرتفع فيه أغلب التحصينات الهامة، وقسم غربي ينخفض انخفاضاً ظاهراً عن القسم الشرقي، كانت مخصصة للسكن ويضم بعض البقايا البيزنطية كالأبراج الدفاعية المربعة والمستطيلة والأسوار الضخمة والبوابات وخزانات المياه والإصطبلات ومرابط الخيول وكنيسة ومعاصر الزيتون، كما يحيط به السور الذي لايزال ظاهراً حتى وقتنا الحالي. وبيّن خير بك بأن بناء القلعة يتميز بعدة طرز معمارية بحسب تعاقب الحقب التاريخية عليها، كالبيزنطية والصليبية والأيوبية والمملوكية، مشيراً إلى أن القلعة مرت بأحداث تاريخية مهمة، بدءاً بالبيزنطيين الذين احتلوها عام ٩٧٥، بعدها انتقلت إلى الصليبيين الذين حولوا الفسحة السماوية العليا إلى منطقة سكنية من خلال بناء حصن مربع ضخم يضم خزاني مياه كبيرين وتحده أبراج متعددة نصف دائرية ومستطيلة، إضافة إلى بناء مجمع سكني يشبه في طرازه القصر الأيوبي في قلعة حلب، ويضم حمامات وغرف استقبال مع برج استقبال عبر الجدار الغربي للفسحة العليا، ثم جاء العصر الأيوبي الذي لازالت الكثير من منشآته المعمارية ظاهرة حتى الوقت الحاضر كالأسوار وبعض الأبراج والمسجد والمئذنة وبقايا القصر. وختم خير بك بأن قلعة صلاح الدين أدرجت على لائحة التراث العالمي بحسب موقع اليونسكو من أروع النماذج المعمارية بمساحة تزيد عن ٥ هكتارات وطول/ ٧٤٠م مسجلة رقماً قياسياً كواحدة من أكبر قلاع سورية.
داليا حسن