شكوى طفل بحكاية

الوحدة: 21-4-2022

 

طرق باب بيتي جاد أحد أولاد أم جعفر في البناء الذي أسكنه، وهو بالعاشرة من عمره ليقدم شكواه باكياً، ويشير بأن جارنا أبو كريم قد ذبح كرته من الوريد للوريد بسكين دخلت جوفها وأخرجت الأنفاس, يقول : نحن في عطلة ونريد اللعب مثل كل الأولاد وقد اشترت لي أمي (طابة) ب20 ألف ليرة كنت قد اخترتها من السوق، فما كان من جارنا ونحن نلعب إلا أن خرج ومزقها بالسكين لانزعاجه منا ومن بقية اللاعبين، مع العلم أن أولاد أخت زوجته معنا هم الثلاثة، وعوضني والدي بكرة أخرى، لكنها لقيت نفس المصير.

وقد وصل عدد الكرات التي هلكت أربع، وتصرخ بي أمي وتقول لا تذهب إلى هناك ونحن نسأل ورفاقي أين نلعب ؟ نحن نسكن في القرية, ولا يوجد ملاعب بل ساحة أمام البناية، وفيها أعشاب خضراء تكاد تشبه ملاعب النوادي وبينها وبين البناية طريق للسيارات, ولا نستطيع أن نذهب للمدينة، إذ لا يوجد مواصلات وكورونا، ولهذا أريد أن أرفع شكوى على الجيران الذين يمنعوننا من اللعب, وهو حقنا وكانوا مثلنا ألم يلعبوا وينزعج منهم الكبار ؟ أبو كريم رجل في السبعين متقاعد، ويريد الهدوء إن كان صباحاً أو مساء، قام بالرد علي عندما رجوته أن يصفح عنهم وقدمت له معروضاً بأسماء الأولاد يطلبون منه أن يسمح لهم باللعب بأي وقت يختاره لهم، فيضحك ويقول : هؤلاء الأولاد مزعجون لا يعرفون صباحاً للعبهم ولا مساء، طوال الوقت في الشارع وصراخهم يطير راحتنا، كما أن حفيدي الصغير بعمر ستة أشهر يريد أن ينام تتركه ابنتي لدينا عند الدوام, وقد رجوتهم مراراً ن يذهبوا لحارتهم ولم يردوا، ومزقت لهم الكرة عدة مرات ولم يردعهم ذلك, وصحيح قوله أننا كنا نلعب لكن في ذاك الوقت، كان البيدر كبيراً وبعيداً عن السكن، وكنا نلعب في وقت فراغنا وعند الانتهاء من الأعمال التي كنا نساعد بها أهالينا, أما هؤلاء الأولاد فمنذ استيقاظهم، يسرعون للعب واليوم بكامله يقضونه باللعب ولا يسأل عنهم أهلهم وكأنهم يريدون الخلاص منهم ومن ضجتهم, فكيف لنا أن نتحملهم ؟.

أم جعفر والدة جاد وهي في فورة غضبها أسمعها تقول : لن أشتري لك (طابة) بعد اليوم, لقد طفح الكيل أربع طابات مزقتها سكين الجيران وطابتك الدولية من جدك سرقها ابن الجيران وأخرى أعطيتها لرفيقك مجد, من أين سأحضر لك طابة كل يوم, مصروف (طاباتك) أهلكنا وهد حيل رواتبنا وكله لأجل أنك الأول بصفك, لكن طفح الكيل, عند المساء ترافقني لبيت خالتك وتلعب مع ابنها الصغير, اذهب الآن واقرأ كتاباً أفضل لك من إزعاج الآخرين.

 هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار