الوحدة : 20-4-2022
أسعار جنونية حطت رحالها على معظم المواد الغذائية، فنالت الخضروات نصيبها، وأرقام عالية طالت مواد ضرورية أخرى، وكذلك حلّت العِبر والأحلام على اللحوم، لتكون أسعار البيضاء منها وأهمها (الفروج) لعنة على الفقراء، أمّا الحمراء فقد تم الاعتكاف عنها، لأن لها ناسها ممن يمتلكون السطوة المالية والجاه البرجوازي، وقد كان مبرّر ذلك يعود لارتفاع أسعار الأعلاف وأجور النقل وكذلك ارتفاع تكاليف الوقود ..
لنصل إلى المهم وهو الّلحوم البيضاء (الأخرى) وهي الأسماك بأنواعها، أقلّ ما يمكن أنها ليست بحاجة لعلف ولقاحات وتدفئة وعناية طبية كغيرها، باستثناء الصعوبة في الحصول على وقود المراكب، لكن عدوى ارتفاع الأسعار أصابت الآخرين من صيادي الشباك وكذلك السنارة والمحميات والمسامك الخاصّة، فسمكات عدّة لا يتجاوزن الخمس سعرهم ناطح المائة ألف، وهذا الأمر سيكون سبباً مقنعاً لهروب المواطن والّلجوء إلى السمكات الثلاث الراقدات بأمان داخل علبة سردين مغاربية الأصل، حيث سعر تلك العلبة بحدود ٣٠٠٠ ل.س، وهو هروب آمن لعائلات كثيرة من الصّعب عليها تناول حتى البلميدا أرخص أنواع الأسماك، الذي أصبح يتغنّى هو الأخر بملمسه الناعم وسعره الأسود ..
فأيها الصيادون وريّاسة البحر والباعة، هونوا عليكم، وسعّروا بما يرضي الله، هذا المواطن المستهلك هو بمثابة أخ لكم بكل شيء، فليكن بينكم أحد يبيّن سبب الانسياق للتقليد برفع الأسعار لهذه الدرجة المريبة، نعلم بوجعكم ووجع الآخرين سواء بارتفاع رسوم الصيد وتكاليف الوقود وألواح الثلج، وأوضاع أخرى تتحكّم بأوقات الخروج لرحلة صيد مجهولة داخل بحر واسع مفتوح على الكثير من الحظوظ والعقبات التي لا تخلو من أشكال المغامرة.
سليمان حسين