الوحدة:19-4-2022
في الأرياف لازال فعل الخير حاضراً فيها وتحديداً عند الوفيات، فهم يتسابقون للمساهمة بحفر القبر وتحضير مستلزماته إضافة لكفن المتوفي، والقيام بتأمين كافة مراسم العزاء، حيث يعد هذا من أهم واجبات أهل القرى التي لا زالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها، مع ظهور بعض الجمعيات والمبرّات التي تساهم بذلك الواجب.
أمّا داخل المدينة الكبيرة فالأمر مغاير تماماً، حيث تقوم مكاتب دفن الموتى بتولّي تلك المهمة المأجورة أحياناً، وأحياناً أخرى تكون عبر تبرّع من قِبل أصحاب الخير، إضافة إلى أن الجمعيات الخيرية تقوم بهذه المهمّة حسب مكان إقامة المتوفي والجمعية ومقبرتها التي يتبعون إليها.
وتُعد الجمعية الخيرية في بسنادا مثالاً مميزاً لهذه المهمات الإنسانية، حيث تم إشهار الجمعية باسم جمعية بسنادا الخيرية الاجتماعية، يتناول نشاطها حي بسنادا، وتهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وذوي الأمراض المزمنة وإقامة مشاريع خدمية استثمارية تهدف لخلق فرص عمل بهدف التنمية الاجتماعية بعد الحصول على الموافقات الّلازمة أصولاً، كذلك المساعدة في إقامة دورات تعليمية مجانية لطلاب من الشهادتين للفقراء، والمساعدة في تأمين كافة مستلزمات الوفيات، وقد أكد القائمون على الجمعية أنها تضم ١٥٠٠ مشترك من أهالي الحي إضافة إلى تبرّعات تأتي من أصحاب الخير، وفي مقبرة بسنادا كلفة القبر حوالي ١٢٠ ألفاً هي أجور لحافر القبر الذي يقوم بتأمين مستلزماته كافة، كما أن الجمعية تقوم بتسليم ذوي المتوفي الكفن إضافة إلى مواد الضيافة داخل صالات التعازي، وقد اقترحت الهيئة العامة للجمعية بجمع أموال خاصة لشراء سيارة إسعاف خاصة بالجمعية من أموال أهل بسنادا حصراً وليس من ساكنيها، وذلك من أجل الإسعاف الّليلي ونقل جثامين المتوفين إلى المقبرة، حيث يتم حالياً الاستعانة بسيارات المشافي الخاصّة حيث تكون كلفتها نحو ١٥٠ ألف ل.س مع انتظار مراسم تحضير المتوفي.
علماً أنه يتم استئجار أحد الفانات المخصّصة لذلك بمبلغ ٢٥ ألف ل.س، أو القيام بنقل الجثمان بسيارة سوزوكي، كما أن الجمعية تقوم بمساعدة المهجرين الفقراء وتقديم الكفن ومستلزمات صالة التعازي وأحياناّ أجور القبر .
سليمان حسين