على بحيرة مشقيتا أعمال الديكور لمسلسل مقامات العشق

العـــــدد 9319

الإثنـــــين 25 آذار 2019

من هنا مشقيتا تنطلق الحكاية مع الراوية ست الحسن (نسرين طافش) لمسلسل (مقامات العشق)، حيث خيّمت منذ أيام أعمال الديكور على ضفة بحيرة 6تشرين وجاءت بكوخ خشبيّ مطرز بألوان الطبيعة والبساطة في زمن كان ومضى. الأستاذ أدهم مناوي_ مهندس الديكور أشار إلى أنهم يجب أن ينتهوا من أعمال الديكور اليوم لأجل التصوير في الغد فقال: الديكور هو عمارة هيكل العمل الدرامي، وله دور هام لا يقلّ عن دور الممثل أو المخرج في إبراز العمل بصورة تقرب الواقع وتحترم المشاهد، وهو بالتالي يحتاج لقراءة جيدة للنص لابتكار صورة المكان لينقل المشاهد إليه، وتكون فيه مصداقية، لهذا أرسمه حسب المراجع والكتب. وأستند أيضاً على أحد أهم المؤرخين في بلدنا الدكتور أحمد مفتي بالإضافة للبحث المطول على النت، كما أن هناك كروكي متفق عليه مع المخرج والجهة المنتجة مع الميزانية، أي أنه عمل متكامل مع الجميع حتى الأشخاص الذين ترينهم معي، فكل منهم يعد فناناً بكل معنى الكلمة، اليوم هم 20 عاملاً وغيرهم في أم الطيور.

مشقيتا في البال لأنها تنضح بالجمال ما وهبها الله من سحر طبيعتها الفتان، ولم نأت بشيء معنا من لوازم وحاجات .فحولنا الكثير من المواد والأخشاب التي أنشأنا منها هذا الكوخ (الخشب والطين والماء والحجارة و..) ومنه تبدأ ست الحسن تروي وتفرد قصة محيي الدين العربي وهي ضخمة وإذا أردنا توثيقها لا يكفيها 200 حلقة لكنها جاءت فقط على ثلاث مراحل عاشها في (الأندلس ومكة ودمشق) وأهم مواقفه فيها، وهنا يبرز دور الديكور وخصوصيته في الأعمال التاريخية والتي لا يمكن أن يغفل المشاهد عنها وخاصة عمل يروي سيرة شخصية لها خصوصية كبيرة في بلد الأندلس والحضارة، نحن نوثق مرحلة صعبة وجميلة جداً، وقد عملنا لأجلها ديكورات ضخمة وفاخرة فيها القصور والمساجد والبيوت تعود لحقبة زمنية (530_540) هجري حيث عمر فيها 78 سنة.

صورنا تقريباً 50 أوردر بدمشق وأتينا إلى اللاذقية منذ أسبوع فقط ونحتاج فيها لأسبوعي تصوير حيث نتنقل بين مشقيتا وأم الطيور والمرفأ وحتى الضفة الأخرى من النهر المقابلة لمشقيتا والأقرب إليها وهذا الجمال لا ترينه غير في الساحل السوري.
مسلسل (مقامات العشق ) يحكي عن سيرة محيي الدين العربي وهو شخصية تاريخية عظيمة عاش بالأندلس وفيها محطات ومراحل مهمة لينتقل إلى مكة_ مصر_ المغرب ودمشق آخر مراحل عمره، يحكي عن التصوف وحربه على التطرف، يشارك فيه نخبة من الممثلين من سورية ولبنان والأردن، منهم يوسف الخال بشخصية علي بن عربي والد محيي الدين الذي يقوم بدوره لجين إسماعيل، ومصطفى الخاني بشخصية حامد وهي شخصية متطرفة، وزيناتي قدسية بدور حاكم قبيلة، ومحمد حداقي أيضاً وغيرهم الكثير من النجوم والضيوف، والمخرج صديقي العزيز أحمد إبراهيم أحمد. أما الإنتاج فهو الأستاذ حمادة جمال الدين، وإن شاء الله ينال إعجاب المشاهدين في رمضان، وترجع الدراما السورية وأيامها والأعمال التاريخية التي خفت وانطفأت إلى الإبداع والأفضل.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار