الوحدة:12-4-2022
قدمت السيدة ميادة إبراهيم ديب محاضرة تراثية شيقة بعنوان ” صناعة البسط على النول اليدوي ” في المركز الثقافي العربي بطرطوس، وتحدثت إبراهيم عن تجربتها هي والعشرات لرفد عوائلهن بدخل إضافي في ظل الظروف الصعبة والمتواترة التي تمر بها البلاد لأكثر من عقد مضى.
حيث بدأن بالأشغال اليدوية الشاملة، كالإكسسوارات والكروشيه، وإعادة تدوير الخيوط بأنواعها، للوصول إلى صناعة البسط على النول وفي منازلهم، ومن ثم عرضت مراحل الصناعة هذه من يدوية لآلية، حتى العودة ثانية لإنعاشها وبينت كيف انتقل الإنسان من مرحلة التصنيع اليدوي إلى التصنيع الآلي تبعاً للظروف المعيشية والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي اجتاحت العالم بأكمله، هذه التغيرات أدت إلى تغيير عميق وجذري في سلوكيات واحتياجات، ونمط استهلاك الفرد. فالتطور الدائم يحتاج إلى قدرات إنتاجية هائلة لا تؤمنها إلا الآلات الحديثة ذات التقنية العالية، إضافة لاكتشاف مواد خام جديدة بديلة للخامات المحلية وأقل سعراً، وتفضيل مستهلك اليوم للسلع والمنتجات المصنعة آلياً لانخفاض قيمتها المادية، وملاءمتها لخدمة احتباجاته وحاجاته ،تتابع السيدة ديب: إلا أن الظروف المعيشية الصعبة – التي يعيشها السوريون في ظل الحرب- جعلت الحرفة اليدوية العريقة هذه تعود لتتصدر الأسواق السورية، وتحيي من جديد ماكان مهدداً بالاندثار، وأصبحت في يومنا هذا المعيل للكثير من العوائل السورية التي لادخل لها، فاستطاعت المرأة بذلك أن تعيل أسرتها -وهي زوجة وأم وربة منزل- وأن تختار المكان والزمان اللذين يناسبانها، وأن تحقق الاكتفاء الذاتي، والمورد الاقتصادي الذي يبعدها عن حاجة السؤال وتضيف: صناعة النول اليدوي اشتهرت وانتشرت في دمشق – حلب – حماة – إدلب واللاذقية، ومن يمتلك نوعاً من السجاد المصنوع بطريقة تقليدية قديمة فقد امتلك ثروة بحد ذاتها، فعدا عن الجودة والمتانة، إلا أنه يبرز كتراث لايقدر بثمن لندرة هذا النوع من الأعمال اليدوية، فقد فاق السجاد اليدوي جودة على مايصنع حديثاً، فماصنعه الآباء والأجداد من تراث يعتد به، عاد إلى النور مجدداً على يد الأبناء كصناعة و” تراث عريق” بحد ذاتها، بحاجة إلى الإستمرارية والمواظبة والتشجيع، والتي إن فقدت لن تعوض، ولن تتكرر مع مرور الزمن.
نعمى كلتوم