وقال البحــــر..

العـــــدد 9319

الإثنـــــين 25 آذار 2019

 

صعدت الحلزونة على العمود، ومن أعلاه نظرت إلى آثار لعابها، وقالت: سأترك أثراً للتاريخ.
هذا القول يؤكد غرور الحلزونة وأوهامها ويؤكد تفضيل النفس على الآخرين وهذا يذكرني ببعض الأدباء الذين لا يمكن أن يتركوا أثراً في مجتمعهم وفي أدب بلادهم.
***
صاحت حلزونة بصوت مرتفع:
صحيح أني حيوان من الرخويات وأعيش في صدفةٍ لولبيّة ولكن وجهي يشبه وجه البقرة، والبقرة حيوان ضخم كما تعرفون.
افسحوا لي في الطريق، واحذروا أن يجرحكم القرنان. احذروا أن أدوسكم افسحوا لي في الطريق.
ضحكت الحيوانات قال أحدها:
أنت حلزونة ضعيفة
قالت الحلزونة:
وجهي يشبه وجه البقرة، والبقرة قوية وضخمة وكبيرة الحجم . . قال حيوان آخر:
البقرة لا تشبهك وتختلف عنك، ها هي الأبقار تجيء من هذا الطريق فاذهبي يا حلزونة، هيّا اهربي حتى لا تدوسك الأبقار، ولا تتوهّمي أنك مثل البقرة وأنّك تخيفين الآخرين.
***
بدأت حلزونة تزحف نحو التلّ المرتفع سأَلتْها دودة:
إلى أين تذهبين؟
أجابتها الحلزونة:
إنّي سأصعد التلّ العالي.
استغربت الدودة كلام الحلزونة وقالت:
إنّك تريدين الزحف إلى التل المرتفع، ماذا تظنّين نفسك؟
أنت بطيئة جداً ولن تصلي بسهولة.
صمتت الحلزونة ولكنها تابعت الزحف نحو التل العالي، فكرت الدودة (حلزونة لا عقل لها، إنّها مجنونة) ونامت، وعندما أفاقت بحثت عن الحلزونة فلم تجدها، فقد وصلت الحلزونة إلى أعلى التلّ.
ألا ينطبق هذا على الأديب الناشئ الذي يثابر على الكتابة ويثابر دون يأس حتى يصل إلى القمّة.

عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار