الوحدة 11-4-2022
مرّت ٤٥ يوماً على العملية الروسية في أوكرانيا لحماية (دونباس) مع استمرار التشدّق الغربي بالتنديد بها وفرض المزيد من الإجراءات بحقّ روسيا والتي تعتبر أنّ قرارها هو ملكها ولن ترضخ أمام التهديدات.
ومن الحالات النادرة أو الغريبة فإنّ من يفرض العقوبات على الآخر هو من يشكو وهو من يدفع الثمن بينما الجهة التي تتلقى العقوبات (مرتاحة) وتحقق المكاسب.
قبل نحو أسبوع تقريباً، وحسب تقارير اقتصادية، سجل الروبل الروسي رقماً قياسياً (الدولار بـ ٧١ روبل، وعاد ليصبح اليوم الدولار بـ ٨٠ روبل، أي أنه لم ينهار، وهو في حدوده الطبيعية)، في وقت كان ينتظر فيه مراقبون أن ينهار بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية.. كلّ أسواق العالم تأثرت سلباً بالإجراءات المتخذة ، وشهدت أسواق كلّ الدول ارتفاعاً قياسياً بالأسعار، فيما لم تأتِ أخبار مؤكدة تؤكد معاناة الاقتصاد الروسي.
خلال شهر ونصف فقط، وبعد الإجراءات الغربية ضد روسيا، بدأ الغرب يبكي ، وها هو وزير الطاقة الألماني روبيرت هابك يقرّ بالأثر السلبي للعقوبات المفروضة على روسيا على الاقتصاد الألماني وخاصة في مجال الطاقة، مشيراً إلى حزمة إجراءات سيتم اتخاذها لمساعدة المتضررين من هذه العقوبات، حيث قال هابك (إن حزمة المساعدات ضرورية لأن العديد من الشركات والقطاعات لن تنجو خلال هذه الفترة إن لم نقم بمساعدتها) وأضاف: (إن هذه الإجراءات لن تصلح كل الأضرار الناجمة عن فرض العقوبات الأوروبية على روسيا).
من جهته، رئيس الوكالة الفيدرالية لشبكات الطاقة الألمانية كلاوس مولر حذّر من أن النقص الحاد في الغاز الناجم عن الأحداث في أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة على سكان ألمانيا.
لأي حرب تبعاتها على الجميع ، لكن عندما يقتنع العالم أن قوة وحيدة غير قادرة على حكمه والسيطرة عليه وتوجيه بوصلته، يكون من السهل التوصل إلى تفاهمات تساعد الإنسانية على استمرارها بحدّ أدنى من الخسائر.
غانم محمد