الوحدة : 8-4-2022
أصبحت الدّروس الخصوصية السمة الغالبة على قطاع التعليم في كل مراحله من الصف الأول الابتدائي و حتى الثالث الثانوي.نحن الذين عاصرنا عهد البساطة في التّعليم من دون كل هذا التكلف نستغرب بطبيعة الحال إلى درجة تلامس الاستنكار لهذا الواقع المريب. و عندما نسترق السمع إلى أحاديث أهالي الطلاب لنستمزجهم في هذا الشأن الحساس، نجد عندهم أهواء مختلفة. منهم من يقول :إن المناهج الحديثة تثقل كاهل الطالب بصعوبتها و ضخامتها، و بطبيعة الحال يصبح الأمر بحاجة ماسة إلى دوام دراسيّ مضاعف، حيث يتابع الطالب بعد المدرسة عند مدرسيّ الخصوصي. و منهم من يلقي باللائمة على ضعف الأداء التعليمي لدى المدرسين بقصد أو من غيره. حيث إنّ بعضهم تنقصه خبرة التدريس أو الإحساس بمسؤولية هذي المهنة الراقية والمقدسة.و يقوم البعض الآخر بالتقاعس عن قصد لكي يضطر الطالب إلى اللحاق بهم إلى الدروس الخصوصية. و في المقلب الآخر نجد أن الأهل مبتعدون لسبب أو لآخر عن متابعة أبنائهم في الدراسة البيتية، و بالتالي يلجؤون إلى مدرسيّ الخصوصي لحلّ هذه المشكلة. يبدو أن كل شيء قد تغيّر في أدبيات التعليم ابتداء من نقص الخبرة عند بعض المدرسين، أو تخلي البعض منهم عن ضميرهم المهني عبر تقاعسهم المتعمد لغاية ما، وانتهاء بتخلي البعض من الأهل عن مسؤوليتهم تجاه دراسة أولادهم في البيت. وربما حتى كما يشتكي أهالي الطلاب بشكل عام من مشاكل ضخامة المناهج و صعوبتها. و في جردة حساب سريعة يحضر سؤال شديد الخطورة ألا و هو: هل هذا الواقع منطقيّ، أم إنه سيجلب إلى العملية التعليمية برمتها مستقبلاً غير محمود؟ نرجو كل الرجاء من أولي الأمر في وزارة التربية و التعليم إعادة دراسة هذا الواقع بشكل دقيق وموضوعيّ و مقاربته للوصول إلى مكامن النقص أو الخطأ توطئة لحلّها و إعادة العجلات إلى سكتها الصحيحة. نرجو إنصاف المعلّم في دخله و إعداده بشكل ملائم تعليمياً و تأهيلاً. و إعادة تقييم المناهج الحديثة من قبل لجان مختصة يتم تعيينها بلا محاباة أو محسوبية للوصول إلى برّ الأمان. هؤلاء الطلاب هم مستقبل وطننا الغالي وعنوان نهضته و تطوره، فحرّي بنا جميعاً أن نقدّم لهم الأفضل دائماً.
نور محمد حاتم