الوحدة : 8-4-2022
أصبحت الدروس الخصوصية ظاهرة عامة ومنتشرة بكثرة، قلّما نجد بيتاً يخلو من أستاذ أو أستاذين على الأقل حتى لوكان الطفل في المرحلة الابتدائية، وباتت تشكل خطورة على التعليم، تتفاقم يوماً بعد يوم لتصبح أمراً اعتيادياً، لذلك لابدّ من التطرق إلى الأسباب المباشرة وغير المباشرة وأثرها الذي يمتدّ على المعلّم والأسرة والمدرسة والطالب. التقينا أهالي الطلبة وثلّة من الأساتذة، فكانت الآراء الآتية : أكدت السيدة مهى عثمان أن التعليم في المدارس باتَ ناقصاً ويحتاج إلى الكثير، والوضع الطبيعي أن يحتاج أبنائي إلى الأساتذة ،لديّ ولدان وفي كل شهر أضع مبلغ ( 250 ألف ليرة للأساتذة) ، ولد في الصف السابع والآخر في التاسع، ولديهم أساتذة (للرياضيات والفيزياء والعربي)،وهذه التكاليف باتت تؤرق راحتنا وتشكل أعباءً إضافية علينا. * تدابير تربوية للحدّ من هذه الظاهرة: السيد محمد الهوشي يقول: لن يتم وضع حدّ للدروس الخصوصية حتى تتحسن البيئة التعليميةوتكون مدارسنا في جهوزية تامة، ويتقاضى معلّمو الصفوف الابتدائية والإعدادية والثانوية ثمرة تعبهم، فحين يجد المعلّم أن راتبه لا يتعدّى ربع تعبه هذا يؤدي إلى لجوئه إلى الدروس الخصوصية. * الدروس الخصوصية، إيجابياتها وسلبياتها .. ترى السيدة هالة محمد أن للدروس الخصوصية آثارها السلبية والإيجابية ،فبعضهم يراها تخدم الطالب لما توفره من توسيع المكتسبات التعليمية وإغنائها،وآخرون يرون أن انتشارها يعكس مدى انحدار الوضع التعليمي في المدارس، وهي ظاهرة سيئة يلجأ إليها الطلاب والطالبات وليس لها أي إيجابية أو ليس لها أي فائدة، والسلبيات أكثر من الإيجابيات. * موضة العصر يقول السيد جورج انطانيوس : إن الدروس الخصوصية باتت موضة بين الطلبة وأهاليهم وباتوا يتباهون بالثمن الذي يدفعونه للأساتذة الخصوصيين وغيره بين الأهل والطلبة. * أساتذة يقولون: لم نحظَ بوظيفة رسمية.. الدروس الخصوصية هي الأساس . يقول الأستاذ كمال علي: قدّمت على المسابقات التعليمية جميعها ولم أحظَ بفرصة عمل واحدة وأحمل شهادة جامعية في اللغة العربية منذ عشر سنوات، إن لم تكن الدروس الخصوصية فما الذي سنفعله؟ نموت من الجوع ، فليس لديَّ سوى هذا الحل، واعتمادي الأساسي أنا وعائلتي على الدروس الخصوصية. * مجموعات تعليميّة يقول الأستاذ سليمان مقديد: اقتطعت من بيتي غرفة لأعطي فيها الطلبة مادة الرياضيات، ومؤخراً قد أُحلت على التقاعد وسعر الدرس الخصوصي يوزع على خمسة طلاب وهنا أحقق الفائدة لي وللطلبة وبأسعار ليست عالية وإن لم أقم بإعطاء الدروس الخصوصية سوف أجوع وأولادي، فراتبي التقاعدي بعد ثلاثين سنة خدمة لا يفي بأعباء الحياة. وعند سؤالنا للأستاذ دمر عبد اللّه أخصائي علم الاجتماع , عن المقترحات للحدّ من انتشار هذه الظاهرة، قال : – زيادة رواتب المعلّمين وتغطية كامل نفقات المواصلات وخاصة للمعلمين في الأرياف . – المناهج الدراسية ودليل يوضّحها وأن يكون الدليل بيد الأهل بحيث لا يصعب على الأهالي تدريس أولادهم. – التخفيف من صعوبات المناهج الدرسية. – الحدّ من ظاهرة تسّرب الطلاب من المدارس إلى المعاهد وخاصة في الشهادتين الإعدادية والثانوية . وتابع الأستاذ دّمر : لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة قضاء مطلقاً والحدّ منها يحتاج إلى تضافر جميع الجهود التربوية والرقابية ولكن من الضرورة بمكان الحدّ منها حتى يبقى الطالب يعتمد على مدرسته ومدرسيّه.
نرجس وطفة