الوحدة 2-4-2022
يطل علينا شهر رمضان الكريم هذا العام والناس متعبة تئن تحت وطأة الفقر وارتفاع الأسعار وتدني الرواتب، ليصل الأمر بالبعض منهم ضارباً كفيه ببعضها محتاراً ماذا سيقدم لأسرته على الإفطار؟؟.. أو ماذا ستخترع هذه الأم طعاماً لأبنائها يعوضهم عن ساعات صيامهم الطويلة ويقوي أجسادهم للاستمرار في الصيام للأيام المقبلة، وقد أصبحت هذه الموائد خالية من كل ما لذ وطاب بل خالية من أي مواد حتى الألبان ومشتقاتها التي كانت تتربع على موائد الإفطار والسحور في شهر رمضان، وحلقت أسعارها حتى أصبحت ضيفاً خجولاً لايلبث أن يغادر سفرتنا الرمضانية.
وخلال جولة بسيطة في سوق مدينة القرداحة للسؤال ومعرفة الأسعار، وجدنا أن سعر كيلو اللبن يتراوح مابين ٢٢٠٠ و ٢٥٠٠ ليرة، والحليب يباع أيضاً بعدة أسعار أقلها ٢٠٠٠ ليرة وسعر كيلو اللبنة يبدأ ب ٩٠٠٠ ليرة والجبنة البيضاء ب ٩٠٠٠ ليرة، فماذا سيأكل الفقير بعد؟؟ وماذا سيحضر لسفرته التي كان ينتظرها قديماً ويتغنى بمحتوياتها وألوانها وموادها؟
والآن بالكاد يستطيع تحضير صحن اللبن إلى جانب صحن المجدرة، هذا كلام السيدة أم حسين وهذه أسئلتها، وقد تزامن دخولنا سوياً إلى بعض محلات الألبان للسؤال عن الأسعار وأضافت: كنت قبل وقت قليل أشتري ٧ كيلو من الحليب بشكل أسبوعي وكانت أسعارها مقبولة وأحضر بها كل ما أريده من لبن ولبنة وقريشة وكل مايحبه أبنائي إلى أن بدأت أسعارها بالتحليق عالياً وعالياً جداً فوق قدرتي على الشراء، مهما حاولت التوفير أو التقليل من الكمية، وأضافت: الآن ننظر بعين الأسى على حالنا وحال أبنائنا الذين نمضي أيامنا وشهورنا بطولها وعرضها صياماً بصيام ونرجو من الله أن يكون شهر رمضان الكريم شهر الخير والبركة والفرج علينا وعلى بلادنا وأهلنا.
سناء ديب