الوحدة 2-4-2022
رمضان هذا العام يختلف عن سابقه من الأعوام، حيث لم يعد الناس يتهيؤون لقدومه كما قبل، فلم تعد التحضيرات لولائم الإفطار قائمة أو تبادل التهاني والتبريكات بقدومه واردة، فغلاء الأسعار قبل ومع حلول شهر رمضان أجبر الغالبية العظمى على التخلي عن الكثير من عادات التزموا بها، وباتت في عداد الذاكرة، وأصبحوا في منأى عن مايغطي كفاف عيشهم، والبعض الآخر يستغني عن هذا الكفاف ليقع فريسة الصوم بحلول رمضان وبغير حلوله.
أبو محمد يعود بذاكرته لرمضان زمان عندما كان الناس يستعدون لقدومه منذ النصف من شعبان صياماً وتحضيراً، ويضيف تراجعت عادات كثيرة بل وحتى اندثرت بسبب انشغال الناس بهمومها المعيشية، مضيفاً بأن غلاء الأسعار والحرب وانتشار المرض سرق منا كل البهجة بكل شيء.
وتلك السيدة ذات العمر المديد وخطوط الحياة ارتسمت على محياها تزفر نفساً طويلاً تحسراً على الأيام الخوالي لتقول: رزق الله على رمضان أيام زمان عندما كان شهر الألفة والمحبة والتسامح وتبادل السكبات، لافتة بأنه لم يعد بمقدورها توفير متطلبات الشهر الكريم وشراء المواد الأساسية والغذائية، وتشير إلى أن أطعمة كثيرة ستغيب عن مائدة إفطار وسحور هذا الشهر الكريم، لتأسف بأنها لن تكون قادرة على استقبال من تحب على مائدة إفطار أول يوم صيام في رمضان، وهي عادة درجت عليها سابقاً بسنين من الصعب تذكر عددها مؤكدة بأن معظم الناس يتشاركون هذا الواقع الاقتصادي السيئ داعية بأن يكون شهر رمضان شهر البركة والخير وفاتحة خير على جميع السوريين.
بينما العم أبو سعيد يمشي وهو يكلم نفسه متبضعاً بالشيء الذي لايذكر، استوقفناه وواقع حاله لاينذر بالتفاؤل قائلاً: فكرنا في أن نتبضع ببضع حاجيات تموينية وغذائية استعداداً لقدوم رمضان لكن الغلاء في كل السلع والاعتماد على الراتب الذي لا يكفي سد الاحتياجات حال دون ذلك، مكتفياً بالنذر اليسير تماشياً مع الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الجميع، لافتاً بأن سعر كيلو البرغل ٥٥٠٠ ليرة، والسكر ٤٥٠٠ ليرة والرز كذلك الأمر، ورمضان مبارك.
نجود سقور