الوحدة 2-4-2022
تزامن قدوم شهر (الخير) هذا العام مع عدّة منغّصات وتشعّبات أثقلت كاهل الجميع بدون استثناء، ولسوء الحظ، في هذه الأيام من كل عام تعلن أغلب العائلات النفير العام وإفلاس خزائنها من مدخرات المؤونة متعدّدة الأنواع والخواص، لذلك لا بد من الاستعانة كثيراً بالأسواق المحلية التي تزخر بما لذّ وطاب من خضار بأنواعها وألوانها، والحديث الجامع يتمحور حول كيفية المطابقة ما بين الأسعار التي تعلو تلك المواد وبين راتب موظّف أو معاش تقاعدي هو بالكاد ثمن خمس وجبات إفطار رمضانية فقيرة، وتُعد الفاصولياء الخضراء (العيشة) هي زينة جميع السُفر الرمضانية بدون منازع باستثناء هذا العام، فسعر الكيلو منها الآن يضاهي فروج وسطي، أي بحدود ١٦٠٠٠ ل.س، والأخرى المبرومة ١٥٠٠٠ ل.س، علماً أنّ (صفيحة العيشة) وصلت إلى حدود ٢٢٠٠٠ ليرة منذ عدة أيام، وهذا الأمر كان محور مناقشة مع بعض باعتها في سوق قنينص حيث أرجع الجميع انخفاضها المفاجئ إلى دفء الطقس وأنها (لحقت) أي أصبحت تُنتَج بكثافة، والجميع يُقدِم على قِطافها لكسب السعر المرتفع ظنّاً منهم أن طبختها لا يمكن الاستعاضة عنها وخاصة في شهر رمضان، غير آبهين بمصروف محدود لعائلات فقيرة تعوّدت على القلّة والصيام الجزئي القسري خاصة خلال هذه الأيام الضاغطة، والمفارقة أنّ الفاصولياء اليابسة كنّا نتحاشى شراءها بسبب سعرها الذي وصل لحدود ٧٠٠٠ آلاف ل.س، وبذلك نعود إليها والعَود أحمد لحين استقرار سعر الخضراء البعيدة عن المحميات والبيوت البلاستيكية.
سليمان حسين