أكبر ممّا في قلبك

الوحدة 29-3-2022

 

-1-

في لقاء ما بين دوايت أيزنهاور رئيس أمريكا , وقائد جيوشها والمستشار البريطاني دافيدهيوم قال له :

– أتمنى لو يسقط ( لومومبا ) في نهر يغص بالتماسيح ..

هذا القول ليس غريباً على أي من زعماء أمريكا ماضياً , وحاضراً  ومستقبلاً .. هم أعداء المناضلين والثوار و المناهضين للظلم والاستعمار , والعبودية , والتوحش ..

كم هو بغيض وشرير هذا (الأيزنهاور) ؟ الذي يتمنى للآخرين السقوط في أنهار تغص بالتماسيح .

– 2 –

   وماذا بعد ذلك يا أخي ؟!

آخر كلمات قالتها , رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي بعد أن أفرغ حارسها رصاصات مسدسه في صدرها .. وقبل أن تسقط على الأرض، نظرت في عيني قاتلها  نظرة عتاب , وقالت له : وماذا بعد ذلك  يا أخي وأسلمت الروح ..

لم يكن ذلك غريباً .. في عصرنا ما أكثر الذين يفرغون رصاص مسدساتهم ويغرزون نصال خناجرهم في صدور أشقائهم في الوطن والإنسانية , من أجل كرس أو حفنة مال ..

آه يا أنديرا الطيبة ! , ما جدوى العتب بعد أن أفرغ رصاصات مسدسه في صدرك الذي كان يحتضن قلباً طيباً أشبه بزغلول حمام ؟!

                           – 3-

نعيش في عالم غريب , حيث يمشي الفقراء أميالاً ليحصلوا على الطعام , ويمشي الأغنياء أميالاً ليهضموا الطعام .

                             نيلسون مانديلا

حقاً , عالم غريب , وقد ازداد غرابة , ويزداد يوماَ بعد يوم .. في أيامك كان الفقراء يمشون الأغنياء أميالاً ليحصلوا على الطعام .. في أيامنا يا سيد مانديلا أضحى الملايين .. الملايين .. من سكان هذا العالم يركضون ويلهثون لآلاف الأميال للحصول على كسرة خبز وحبة زيتون وشربة ماء , وغطاء .

أما الأغنياء فقد نسوا المشي , فهم يركبون الطائرات واليخوت والعربات الفارهة للوصول الى أسواق السلاح وبيع المخدرات , وتبييض الأموال .. لم يعد لديهم وقت للمشي ، هم متخمون بكل شيء  بدءاً من البورصة حتى إشعال الحروب , وتجنيد المرتزقة للفتك بكل ما هو جميل على هذه الأرض , وهم يتناسلون كالقنافذ , والخنازير .

– 4-

رجل منافق , جاء يمدح الإمام علي , فقال له :

– أنا أكبر مما في قلبك , وأقل مما ذكرت .

في زمنكم يا سيدي , ربما كان عدد المنافقين أقل بكثير مما نحن عليه الآن .

تحت كل حجر , كما يقول المثل ترى منافقاً .. ولكل زمن منافقوه ..

يقول أحد المنافقين لو خليت خربت ..

النفاق يا سيدي يعم أرجاء المعمورة .. دولاً .. حكاماً .. ملوكاً .. ساسة .. أمم متحدة .. مجلس أمن .. ومحكمة عدل , وجامعة عربية .. الخ .

آخر أدوات النفاق في عصرنا هذا .. الفيسبوك .. عبره يرسلون الهمسات والتنهدات , والأشواق , والإعجابات .. ودون أن يعرفوا وجوه بعضهم .. يكتبون : أحبك .. أحبك .. والكل يموت هياماً وعشقاً في الآخر على الفيسبوك .. حتى الشتائم والاتهامات , والفساد , والتفكير , لا تخلو منها صفحات الفيسبوك العزيز .

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار