الوحدة: 14-3-2022
مؤلم جداً أن يحتلّ الهمّ المعيشي وتأمين مستلزمات الحياة البديهية جلّ تفكير الإنسان أيّاً كان موقعه وعمله وبيئته، في الوقت الذي يجب فيه التركيز على الأساليب والوسائل التي من شأنها الارتقاء بهذا الإنسان وتحسين ظروفه المهنيّة والاجتماعيّة وتطوير الخدمات المقدمة له ليستطيع العمل والإبداع في بيئة توفر له كل احتياجاته ومتطلباته.
وفي قراءة لمجريات المؤتمر السنوي لاتحاد صحفيي اللاذقية، نلاحظ أن الجانب المعيشي طغى على مطالب الزملاء وأخذ منحى مداخلاتهم في اتجاه آخر.
وبدلاً من أن تتم مناقشة هموم المهنة الصحفية بجديد قوانينها و تشريعاتها، قد طرحت سلّة من المطالب المحقة والنابعة من صميم المعاناة اليومية لمهنة تسمى في الأصل مهنة المتاعب، ولأنّ الصحفيّ -أياً كان المنبر الذي يطل من خلاله على الناس – هو ابن بيئته التي يمثلها بصوته و قلمه وكلمته فقد جاءت مداخلات الزملاء لتعبّر عن وجع ومعاناة شرائح مختلفة من المواطنين، فكانت أزمة الخبز والنقل والطرقات والنظافة وغيرها من القضايا التي تلامس هموم المواطنين على اختلاف مواقعهم (طلاب وفلاحين وعمال…) حاضرة في هذا المؤتمر بغية مناقشتها وتلمس الحلول الناجعة لها، في ظل ظروف معيشية واقتصادية صعبة للغاية.
أما في الجانب الآخر من هذا المؤتمر، فقد تم تدوير مجموعة من المطالب والمقترحات والأماني والآمال التي مضى على طرحها سنوات طويلة وما تزال طيّ الأدراج، على الرغم من أحقيتها وشرعيتها التي تنبثق من صلب عملنا الصحفي وتعد ركناً أساسياً من بديهياته ومنها قانون الإعلام الذي عاصر دورات متعاقبة ومؤتمرات متتالية دون أن يرى النور، والأمر ذاته بالنسبة لإقرار طبيعة العمل الصحفي أسوة بباقي الوزارات والمؤسسات..
وغيرها الكثير من المقترحات التي تلبيّ احتياجات العمل الصحفي قبل أن تخدم الصحفيين أنفسهم (كوسائل النقل وخدمات الانترنت والاتصالات…).
هذه قراءة سريعة لما بين السطور مع أن معانيها جاءت واضحة وجلية دون ستار أو حاجب يخفي معالمها، لأنها تقرأ الواقع الصعب الذي يحيط بنا كصحفيين وكمواطنين لهم علينا الحق بأن نمثلهم ونكون صلة الوصل لهم مع الجهات المعنية لطرح همومهم ومعاناتهم ومشكلاتهم والمطالبة بجرأة وموضوعية لحلها ومتابعتها ومعالجتها، وعندها نكون بحق كإعلاميين صوت الناس وعين الحقيقة. وكل عام وجميع الزملاء بألف خير.
رنا رئيف عمران