وقـــــال البحــــــر … السيد محافظ اللاذقية

العدد: 9318

الأحد-24-3-2019

 

 

ندرك كمواطنين أن الوطن في حرب تستنزف الأخضر واليابس، وعلى الرغم من قسوة حرائق تلك الحرب، ظلت الدولة تقيم مشاريع جديدة، وإن كانت متواضعة قياساً على الماضي، لكنها ظلت تقيم، وتدفع رواتب العاملين فيها، وأكثرهم للأسف شكّل فائضاً وعالة على الوطن، إما لعدم الحاجة إليهم في مواقعهم، وإما لأن الدولة لم تستثمر طاقات هؤلاء العاملين الجدد والقدامى، وهو أمر لا نجده في أي بلد آخر لا في زمن السلم ولا في زمن الحرب.
لا نطالب الدولة اليوم بإقامة مشاريع خدمية جديدة لأننا ندرك مدى إمكانياتها والحمد لله لدينا ما يكفينا في الواقع الراهن، ولكن الأسئلة التي يوجهها الواقع للسيد المحافظ، وإلى كل مسؤول سياسي وإداري:
× مثلاً، إذا لم نكن قادرين على بناء مدرسة جديدة، لماذا لا نحافظ على سلامة بناء المدرسة، ومحتوياتها، وعلى دورات المياه فيها، وأسوارها، لماذا لا تحاسب الإدارات والجهات المسؤولة عن التخريب القائم وعلى الأوساخ التي حولت دورات المياه إلى بؤر للتجرثم.
× لماذا لا يحافظ على سلامة الطرق الموجودة بترميم حفرها بالإسفلت بشكل صحيح لا أن ترمم وبعد أسبوع تعود الحفر إلى أسوأ مما كانت لسوء التنفيذ، ولماذا لا تحفر خنادق على جانبي الطريق لحمايتها من السيل ولماذا لا يحاسب الذين يحفرون الطريق لتمديد الماء أو الصرف الصحي من تلقاء أنفسهم؟
× مشاريع الصرف الصحي، وبعد زمن قصير من إقامتها تنكسر مجارير الصرف إما لسوء في تصنيعها وهو الغالب، أو لسوء في تمديدها وتركيبها أو لأخطاء في حسابات ميولها ومنسوبها.
× تقدم الاتصالات نوافذ (نت) للمواطنين، ولكن سرعان ما تتوقف أو ينخفض مستوى أدائها، وإذا اتصلت بالمسؤول لا يرد، وعامل الصيانة لا يرد.
× قنوات ري السقاية وبخاصة مشروع ري السن بكل قنواته، تحولت إلى مكبات للقمامة، والقنوات الفرعية أكلتها الأعشاب واعتداءات المجاورين عليها.
× الكورنيش البحري في كل المدن الساحلية تلتهم جمالياته الأوساخ والقمامة والأتربة والتعديات بالأكشاك والحفر التي خرّبت الأرصفة، والبلديات في المدن والأرياف في واد آخر.
× هذا الوطن لا تقتله رصاصات الإرهاب، صدورنا تتصدى لها، وتكسر مقذوفاتها، إن ما يقتل هو رصاص الإهمال والفوضى والفساد واللامبالاة من المواطن والمسؤول معاً.
× الشريف الشريف سواء أكان مسؤولاً أو مواطناً توجعه صفعات الفاسدين، يا صديقي المسؤول ألديك تفسير لكل هذا الحاصل والذي يحصل، يا صديقي المسؤول هل تجد أن الحلّ في مزيد من الخطب!
يا صديقي المسؤول، لا تأخذ المسؤولية أبعادها، ولا يتفتح الوطن ويزهو حتى نحارب الفساد والفاسدين والمقصرين وكتبة التقارير الذين يعضون الشرفاء عندما يعملون.

سليم عبود

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار