الوحدة 12-3-2022
باحثاً عن وصفةٍ تهدّئُ بالَ سؤالٍ حائر..دَفعني “كورونا” صوبَ الطبيب “ريو” الراوي في ” طاعون” كامو ، عساني أجدُ ضالّتي إذ طالما خاضَ الرجلُ في مسالكَ شديدة التعقيد،وحشدَ أفكاراً ثريّة حولَ الحبِّ في زمن الوباء..في”عيد ميلاد الجحيم”.
قلّبتُ صفحات الحبّ في زمن الكوليرا وناشدتُ كاتبها، ولم أعثر على ما يسكّنُ شفةَ السؤال.
هو سؤالٌ يحطُّ العقلَ بالكفِّ:إذا اتّفقَ للحبِّ أن يعيشَ في رواياتٍ وأماكنَ وبائية، فهل يصحُّ أن يقعَ العديد في حبّ الوباء؟!
كثيرون ممّن يعيشون بيننا أبدوا غيرةً على كوڤيد وراحوا يدافعون عنه باستماتة.
لقد حظيَ المذكور بمحبّةٍ يحسدهُ عليها مراد علم دار.
الڤيروس صالَ وجالَ وقتل، ومع هذا نرى عديداً ينبري للدفاعِ عنه. دفوعاتٌ كثيرة كانت تنطلقُ بسرعة السرافيس لتفيدَ أنَّ كوڤيدَ بريء.
ولكم طرقت الآذان تعابيرٌ إطارها : لا يوجد كورونا عندنا..الكورونا اسمٌ جديدٌ للزكام.
وكلّما دُفِنَ واحدٌ من ضحايا الڤيروس، بُعثَت أصواتٌ تعلنُ أنَّ المتوفى كانَ مصاباً بآفةٍ أخرى.
وعندما يريدُ شخصٌ أن يؤكّدَ ذكاءهُ ومعرفته بالخفايا يقول:كورونا كذبة.
المهمّ الآن وقبل أن نستعينَ ب ” صيموئيل بيكيت ” لتحليل تلك الظاهرة، تعالوا نسع إلى وضع الكيّ على الوجع معتمدين على ذاتنا، فالقصّةُ بسيطة، لأنَّ الناس هنا معظمهم لا يقرُّ بعداوة كائنٍ تتطلّبُ رؤيتهُ مجهراً، فيما الأعداء واضحون جهاراً نهاراً، وهم ليسوا بڤيروسات بلْ طفيليات تأكلُ غذاءهم وتلتهمُ حياتهم.
لؤي درويش