و للأدوية المزمنة حديث آخر… (يوم بحبة ويوم بلا)

الوحدة : 10-3-2022

 

بما أن كل شيء حولنا يتغير، فلا ضير إن تغير شطراً من بيت شعر حيث كانت الحماقة في السابق تستعصي على أي علاج، ولكن من يترددون على الصيدليات هذه الأيام يرددون في أنفسهم وهم خارجون منه (إلا الغلاء أعيا من يداويه ) وهم يندبون حظهم العاثر بسبب ارتفاع أسعار الأدوية المتكرر والتي باتت تثقل كاهلهم ويفضلون تحمل الوجع والمرض على تحمل أسعار الدواء الكاوية لأوجاعهم وجيوبهم، هذا ما أكدته السيدة أم باسل وهي تأخذ أدوية مزمنة للقلب والسكري مشيرة إلى أنها غير قادرة على شراء الأدوية بهذه الأسعار رغم أنها تأخذها من أكثر من عشر سنوات ولا مورد دخل لديها إلا راتب زوجها المتوفي والذي لا يؤمن لها ثمن أدويتها المزمنة في الوقت الحالي، فيما قالت السيدة سحر : عجباً لهذا الوضع الذي وصلنا إليه، صار الدخول إلى الصيدلية في هذا الوقت يزيد مرضنا حدة و يرفع الضغط والسكري معاً ويفجر رأسنا من الألم . ولاستطلاع آراء بعض الصيادلة في منطقة القرداحة حول ارتفاع أسعار الأدوية المزمنة عدة مرات خلال الأشهر الستة الماضية وانعكاس هذا الارتفاع عليهم وعلى المراجعين. قال الصيدلاني عزام أصلان وهو عضو مجلس في نقابة الصيادلة: صار عملنا الرئيسي تغيير الأسعار القديمة ووضع التسعيرة الجديدة حتى أن بعض كراتين الأدوية لم تعد تتسع لتغيير جديد، إضافة لتحمل غضب الناس من الأسعار الجديدة بحيث يعتبروننا المسؤولين عن هذا الارتفاع مبيناً أن الأدوية المزمنة ارتفعت ثلاث مرات خلال العام الماضي ولحسن حظ المرضى أن نشرة الاسعار الجديدة التي صدرت مؤخراً لم تشمل الأدوية المزمنة. وصنف الصيدلاني جمال ديب اسماعيل الأدوية المزمنة إلى خافضات ضغط وخافضات شحوم وكوليسترول ومميعات واضطراب نظم القلب و أدوية نفسية ومضادات صرع، إضافة إلى الحساسية والربو وأدوية أخرى متعددة، مبيناً أن أسعارها ارتفعت مرتين خلال الستة أشهر الأخيرة وكل مرة بمعدل ٣٠٪ . وحول تأثير ذلك على المرضى أشار أنه يتم مصادفة حالات مرضى كثيرة امتنعت عن أخذ دوائها، والبعض الآخر خضع للتقنين حيث أكد له أحد المرضى أنه وزع أدوية الضغط بالتناوب يأخذها يوم ويتركها اليوم الثاني، كذلك يفعل الكثيرون ممن يأخذون خافضات الشحوم والذين لم تعد لديهم القدرة على شراء أدويتهم المزمنة بشكل مستمر فحبة الشحوم التي وصفت لهم كل يوم حبة صاروا يأخذونها يوماً ويتركونها في اليوم الثاني، لافتاً أن الغلاء انعكس سلبياً على الصيادلة فعندما كانت الأدوية رخيصة كانت حركة الزبائن والبيع أفضل، عدا أننا بوجه المدفع والمرضى يحملوننا مسؤولية غلاء الأدوية، وحول تواجد الأدوية المزمنة بشكل دائم في صيدليته أكد أن أدوية الضغط والسكري لم تفقد أبداً ولكن تفقد بعض مضادات الصرع والأدوية النفسية والعصبية . وأكد الصيدلاني ماهر خزام أن أسعار الأدوية المزمنة تعتبر غالية فقط نسبة للمدخول الشهري المنخفض لذوي الدخل المحدود وقال يتراوح سعر دواء الضغط مثلاً في الصيدلية ما بين ١٥٠٠ ليرة و٧٨٠٠ ليرة حسب نوعه ،والعلبة منه تكفي لشهر كامل، مبيناً أن الأثر السلبي لغلاء الدواء تكمن فيا أنه حين يبدأ بالغلاء يفقد من السوق وتفرغ الصيدلية من الدواء، لافتاً إلى أنه كثيراً مايسمع من المراجعين قولهم ان أكثر من نصف الراتب يصرف على الدواء ولكن أسوة بارتفاع كل الأسعار مازالت أسعار الأدوية وخاصة المزمنة مناسبة نوعاً ما أكثر من غيرها، ومؤكداً أن غالبية زمر الأدوية المزمنة موجودة ولم تفقد وفيما اذا فقد أحد الأنواع فإنه يوجد بديل له من شركة ثانية .

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار