الوحدة : 25-2-2022
أشعل ركام ذكرياتي لتبقى الروح دافئة خوفاً من دفنها تحت عجلات السنين المتسارعة .كم تعثرت في الطريق الوعر بالصخر والأشواك ، وكم اصطدمت بالاسفلت الجامد . حتى في مكاني البعيد الآمن ، لأستريح وأنسى ، يحاصرونك ويشهرون طوفان القطيع ، ليغرق القارب ، وفي كل مرة كنت ترسو في جبال المؤمنين بك . لم أظهر دموع الحزن بل مزجته بالحبر ، لينسج حكايا السنين على الورق ، وكلما كادت أن تفضحني العبرات عند قراءة سطور السابقين عاجلتها بالصد ، نفس المعاناة ، نفس المعارك والحروب ، نفس الكلمات ،نفس الخيبات ، نفس المتاعب ، نفس صدى الأصوات . فكيف وقفت في ذات طريق كفاحهم ، وكيف أجابه نفس جحافل أعدائهم ، وأواجه الإحباط في كل يوم ، وأكرر نفس صور مواقفهم ، كيف ؟ هل أستطيع الصمود في نفس الطريق الذي حدثونا عنه ، الطريق الذي ألمهم وتعالوا عن إظهار الألم . تلك الجدالات العقيمة داستها الأقدار الغريبة ، وكنتم على حق . وأنا بين أوراقي وبين أقلامي ، وبين الكلام والصمت ، وبين ساعات النهار وساعات الليل .. أتابع الطريق .. وأجمع حطامي المتناثر وركام ذكرياتي ، وأقف ولاأنتظر ، لأنه لن تأتينا رسائل اعتذار من الحياة .
تيماء عزيز نصار