بين الماضي و الحاضر

الوحدة: 21-2-2022

كبرنا و كبرت معنا أمور أخرى.. ومع تراكم السنوات شهدنا أكثر من جيلين، تباينت الآراء و التطلعات و القناعات فيما بينها…كبرنا، و تضخمت فينا أمور كثيرة.

لماذا ننكر أن الأنا فينا تضخمت، و الكبرياء احتل موقعاً في سلوكنا، و فوق ذلك كله صار كثيرون منا يخلط بين الخجل المذموم و الحياء المحمود. فمن عليه أن يخجل في موقف ما نجده يستحي، و من عليه أن يستحي في موقف آخر نجده يخجل.

ولا يزال بيننا متزمتون محكومون بالماضي، لا يرون إلا أنفسهم، هم أصحاب الكبرياء. هم محصنون من جرح كراماتهم. أما الآخرون من الصغار – في السن طبعا – فإلى الجحيم بكراماتهم. هؤلاء المتزمتون ينسون – أو يتناسون – أن الصغير و حتى الطفل، ذو كبرياء، ومن أصعب الأمور عليه جرح كبريائه، لا سيما أمام الآخرين.

أيها الإنسان… تذكر نفسك في طفولتك، و كم عانيت من أبيك مثلاً جراء لومه إياك أمام الآخرين من الكبار!

تذكر طفولة جيلك… جيلك الذي نشأ مستمعاٌ إلى النصح الأجوف من أجل أن يتبع محاسن الخلق. فكبرت، و كبر معك أترابك، وأكثرهم لم يقتد بالنصح المقيت الشفهي، ذلك أنه لم يلمس النصح بافتراض أنه إيجابي، بشكل عملي. كيف له أن يحب، و هو لم ير المحبين ؟!

 كيف له أن يمارس الصدق، و هو لم ير الصادقين ؟ كيف له أن يرى الجمال، بينما هو محاط بعيون كليلة؟ يقول خبراء علم النفس إن الطفل يستثقل كثرة النصح : لا تكذب… لا تسرق… لا تتكاسل… كن صادقاٌ.. اجتهد… أحبب الناس ولا تكن أنانياٌ… أليس من السهل أن نريه الأخلاق الفاضلة عملياً، من دون افتعال أو انفعال، فيتبعها دون حاجته إلى كلام أجوف؟

بقلم رئيس التحرير

 رنا رئيف عمران

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار