الوحدة 8-2-2022
كانا يمشيان متشابكي الأيدي.
حيث أوقفته سألته : قصّ عليّ حكاية الجوري المعربش على شباكك.
نظر إليها .سافرت عيناه في وجنتيها. وتدحرجت دمعتان.
مدّ يده.. طوّقها.. وقال بتنهيدته: كم رجوتك نسيان هذا الأمر ؟
قالت :وكم رجوتك الإجابة ؟
قال: غاليتي.. هو جرح ينزٌّ. فعلام ترغبين في نكأ جراحي؟
قالت: ربما أخفف بعض آلامك .
تلجلج الكلام في صدره .حاول أن يفصح .لكن ؟
تابعا سيرهما.. والدرب يتبعهما حيثما سارا.. جلسا تحت شجرة ندية. قال لها: تأمّلي حولك وقولي ما الذي تراه عيناك؟
قالت: لا أرى إلا بعينيك . أنت عيناي. وبهما أستهدي طريقي.
افترّ ثغره عن ابتسامة قصيرة.. وشوشها : كم أحبك ؟
أحسّت أن قلبها صار طيراً محلقاً في الأفق البعيد. مسافراً في ارتعاشات الورود والندى.
حاملاً شوق الشموس.
قالت : أتسمع زغاريد الثرى, أم أراني في حلم لا أفيق؟
قال لها : لطالما كان عمري بيدر أحزان, ولكم مرّ غيم القهر بأيامي.
عمري أيتها الغالية. أكوام من غبار الأسى تجرعتها عمري. ولكم حاولت الإبحار في زوارق من رمل أبغي جنةّ ما وطئتها قدم, بعد .لكن صحراء المحيط ردّتني إلى حيث جهم القفار أذوي بين تلالها كنبتة صبار احتلبت ماءها .
– قالت: وماذا عنّي..؟ ألست المرفأ المبتغى؟
وتطايرت خصلتان من شعرها داعبتا خديه وعينيه ورسمت على محيّاه وردة جورية أججت عواطفه فقال:
أنت سنديانة جدي. نسغ البشائر في دمي . صوتي في اختناقات حنجرتي.
أنت وعد بيادري . فازكيني طوافاً في مقلتيك ؟
نهض معاً. جلسا متلاصقين في مقعدهما الجامعي .
تبادلا النظر. تهدج حزن عابر في عيونهما. وقالا معاً: كم أحبكَ
كم أحبك .
سيف الدين راعي