الوحدة 8-2-2022
يكثر السؤال و يزداد الاستفسار حول توصيف و تصنيف مرحلة الشيخوخة ؟! فهل هي مرحلة من مراحل عمر الإنسان أم أنها مرض يُصيب الكائن الحي في عمر متقدم أو تُعتبر عجز و قصور في وظائف الجسم عن أداء عملها و إتمام وظيفتها ، و يُعد علم الشيخوخة فرع من فروع علوم البيولوجيا أو علوم الحياة و هو العلم الذي يهتم بدراسة ظاهرة الشيخوخة و تحليلها و تُصنف بأنها الامتداد الطبيعي لحياة الإنسان و من الواضح للجميع بأن ظواهر الشيخوخة معروفة لسواد الغالبية العظمى مثل ليونة العظام و جفاف الجلد و طول فترة التئام الجروح و ضعف الكثير من الحواس كالنظر و السمع و طغيان ظاهرة النسيان إضافة إلى اضطراب عمليات الجسم بازدياد مُعدل الهدم عن مُعدل البناء ، و للشيخوخة أمراضها شبه المُميزة كازدياد أزمات القلب و تصلب الشرايين و التهاب المفاصل و غيرها . نتيجة التركيز الدقيق و التمحيص العميق على حال الإنسان يجد المرء الكثير من الوظائف و التراكيب الحياتية الآخذة في التغير و التبدل مع مرور العمر مما يؤدي إلى ضعف واضح في لبنات تكوين الإنسان مثل كفاءة العمل الذي تقوم به الكثير من الأجهزة المختلفة و كذلك تقل المقدرة على مُقاومة ظروف الحياة و مُنغصات العيش مع تقدم سنوات العمر حيث تُصبح العرضة للأمراض أكثر من أي وقت مضى في شتى مراحل العمر و يُرجح الكثير إلى أن ظهور أعراض الشيخوخة يعود إلى عوامل تتعلق بالخلايا نفسها و التي تفقد وظيفتها و يتناقص عددها مع ازدياد سنين العمر عند سائر البشر ، و يرى الخبراء بأن الشيخوخة تُعتبر عملية تدريجية طبيعية و عادية بطبعها و تؤدي إلى انخفاض في أثر وظائف الجسم بالتدريج و تنتهي بالضعف العام و بالتالي قلة معدل شكل المقاومة للمتاعب الصحية و لكن يُلاحظ عند بعض الناس أن تلك التغيرات قد تكون سريعة و مُفاجئة و تُؤدي لحدوث اضطرابات عديدة و إعاقات تامة أحياناً قد تصل لفقدان الذاكرة ، و من المُلاحظ للعيان أن ثمة بعض صور أمراض الهرم التي تسبق الشيخوخة قد تحدث في سن الشباب و تكون أسرع بعشرة أضعاف عن المعدل الطبيعي . يُعتبر جهاز المناعة السليم تماماً من أكثر الأجهزة تعقيداً و يُعد ظاهرة رائعة و فريدة من الظواهر الطبيعية التي أبدعها الخالق في جسم الإنسان و هو مُبرمج ليتعرف على أي خلايا غريبة عنه ليقوم بتدميرها ، و قد أثبتت الدراسات بأن عوامل الحزن و التوتر و الاكتئاب في مرحلة الشيخوخة تُضعف من قوة الجهاز المناعي بشكل ملحوظ على عكس عوامل الهدوء النفسي و الأمل و الحب و الراحة و التي تُقوي من إمكانات و قدرات الجهاز المناعي و تجدر الإشارة إلى جملة من العوامل الواجب مُلاحظتها و التي تُؤثر جدياً في طبيعة عمل الجهاز المناعي لدى كبار السن و لعل أبرزها : – نمط الغذاء و نوعيته كونه يؤثر في أساسيات بنية الجهاز . – الآثار الجانبية لبعض الأدوية لدى المُسنين و التي تؤثر سلباً في عمله . – صراحة التعبير عن الأفكار و العواطف لما لذلك من أثر إيجابي في تحفيز العقل للسيطرة على طرق حماية الجسم نفسه .
د .بشار عيسى