الوحدة: 3- 2- 2022
أبٌ وأم في آن معاً.. أبٌ قويّ قادر على حماية أبنائه وصيانة كرامتهم, وأم حنون لا تمنع حليب صدرها عن أولادها وإن آلموها..
هو ذا الوطن, ضرب بالحديد والنار عندما امتدت يد الإثم لتعبث به, وعاد ليفتح حضنه لكل من اقتنع أنه لا ملاذ له إلا هذا الحضن.
عمليات المصالحة والتسويات التي تزداد اتساعاً وعمقاً تؤكد هذا الأمر, وتزرع الشوك في أعين الحاقدين والذين لم يحصدوا إلا فشل محاولتهم بتجزئة الدم السوري, وتمزيق الجسد السوري..
في مشاهد اليوم الوطنية أكثر من عبرة, وفي الإقبال الكبير على مراكز التسويات في مختلف المناطق تأكيد على صوابية النهج الوطني في التعامل الحكيم مع ما حاول الإرهاب أن يفرضه، وهو مالم يكن كثيرون مقتنعين به بداية تحت تأثير الوجع الكبير الذي عاشه السوريون, لكن الدولة السورية رأت فيه أحد أهم مفردات الحل الذي لم تقبل به إلا سورياً خالصاً, وجاءت العواقب لتؤكد صحة هذا التوجه..
الآلاف يتوافدون يومياً إلى هذه المراكز مستفيدين من المكرمات المتكررة التي وفرها لهم سيد الوطن, السيد الرئيس بشار الأسد, في تعبير صريح عن حقيقتين أساسيتين:
– الأولى, هي أن سورية وطن آمن ومحبّ لكل من ارتضاها كذلك، والتزم بسيادتها وبالحرص على مصالحها, وأنها تسامح وتصالح كما تسالم بقوة وبشجاعة, ولا أحد يستطيع أن يفرض عليها مشيئته, وأنها منفتحة على كل جهد محلي أو إقليمي أو دولي شرط ألا يتعارض مع سيادتها أو مع مصالح أبنائها.
– والثانية, تخصّ العائدين إلى جادة الصواب, ممن غرر بهم, أو ممن أجبروا على ذلك, وملخصها أنهم جزء من هذا البلد, لهم ما لكل ذويه, وعليهم ما على أي شخص آخر, وعندما نلتقي جميعاً عند هذه الحقيقة سيكون من السهل أن نعود ببلدنا ومعها إلى أفضل مما كان عليه..
كما وجهت هذه التسويات رسائل مختلفة وأهمها لمن لا يزال يراهن على نصرة الأعداء له وتقول: بئس الرهان على أعداء الوطن, وأنه لا أمان إلا بلقائنا معاً.
سورية, بلدنا وأمّنا لتبقى رايتك خفاقة أبد الدهر, واللوز سيزهر كما عادته كل عام.
بقلم رئيس التحرير غانم محمد