الوحدة 1-2-2022
بقلم رئيس التحرير غانم محمد
لا ننظر إلى آخر النفق مع أننا نقترب منه إن سلّمنا بالمصطلح لفظاً, و(الشمعة) التي نشير إليها هي قدرتنا على الاقتناع أننا نملكها, وأن كل الرياح العاتية لم تستطع أن تخمدها..
لم نتناول (فيتاميناً منشطاً للتفاؤل) وكل الوجع الذي قلّبناه وما نزال نقلّبه ما زال بالقسم الأكبر منه جاثماً على لحظاتنا، ويكاد يأسر الحيز الأوسع من تفكيرنا, وبذات الوقت فإننا لا نضع أنفسنا بـ (متاهة, ونطلب المساعدة للخروج منها)…
ببساطة أي إنسان عادي, فإن كل ما كنّا نستهلكه عام 2019 على سبيل المثال نستهلكه الآن، مع أن سعره تضاعف خمس مرات على الأقل, وذات الشكوى التي كنا نلوكها من (3 قطع بـ 3وصل) للكهرباء نرددها بنفس النبرة الآن، وقد أصبح الحال (نصف ساعة وصل وأكثر من خمس ساعات قطع), والمسألة هنا تحتمل تفسيرين:
– الأول, يردده محتجون على كل شيء, ويظنون أنفسهم واقعيين ومتألمين, وهو أننا (تمسحنا) ولم يعد الوجع يؤثر فينا, وأن استمرارنا على قيد الحياة هو من عجزنا على الموت.
– الثاني, يردده متفائلون, مبالغون في تفاؤلهم بعض الشيء, وهو أن ما نكابده الآن هو مخاض مرحلة قادمة قريباً جداً, ستشهد انفراجات كبيرة على جميع الصعد..
سنحاول الوقوف بين الاثنين, لأن المنطق يتواجد هنا وهناك فنقول:
مازال الوجع قائماً, لكن إن تعافى من هذا الوجع شخص واحد فقط, فعلى أرض الواقع تقلّصت مساحته..
إذا تمسكنا بهذه الخلاصة (المتفائلة) يمكننا أن نتابع الحديث (الإيجابي) ويجب أن نميل إلى هذه الضفّة, وإذا اعتبرنا هذه النتيجة استنتاجاً مريضاً, فعلينا أن نبدأ من جديد بـ (عدّ العصي) لأن التحديات ما زالت كبيرة جداً.
شمعة أخرى نراها متمثلة في اتجاه كثيرين إلى الحلول الذاتية وهذا هو الأهم, فبدل أن يكون عدد الذين يشكون من أسعار البرغل (10) آلاف أسرة, فمن بواعث الأمل أن تنتج ألف أسرة البرغل ذاتياً.
وإذا خرجت ألف أسرة من الاكتفاء باستهلاك البيض إلى إنتاجه سترتاح معادلتنا المعيشية حتى بالنسبة لمن لا يستطيع أن يكون في حلقة الإنتاج!
المشكلة الحقيقية أن اكتفينا بالشكوى, وقليلون هم من حاولوا, وستتحول الشمعة إلى نور دائم مع زيادة عدد باعثي الحياة فيها..