الوحدة 18-1-2022
أربعون عاماً من الكفاح ومحاربة ظروف الحياة القاسية… خرج من أسرة عدد الإخوة فيها (11)، حصل على الشهادة الثانوية، وكان إلى جانب والده يعمل في تحضير كل أنواع العصائر، وبعد إنهاء الخدمة الإلزامية، عمل في تحضير وتقديم المشروبات الساخنة وعرف في شارع هنانو بنكهة قهوته الشهية التي تحكي وجع الحياة.
يقول أبو كامل (54عاماً): عشت في أسرة فقيرة، لكنني تربيت على الحب والتضحية والاعتماد على الذات.. ساعدت أبي في محل كان يعمل فيه ببيع العصائر في شارع هنانو، وعندما أنهيت الخدمة الإلزامية وبدأت بتأسيس منزل وتكوين أسرتي،اخترت المشروبات الساخنة عملاً لازلت أمارسه بكل الحب.
علمت أولادي رغم كل التعب وأنا أعمل في اليوم أكثر من 12ساعة حتى أؤمن لهم ما حرمت منه، فابني الكبير يدرس في الجامعة، اختصاصه فيزياء، وابنتي في كلية الآداب والصغير طالب في الثانوية العامة، وأنا أريدهم أن يحصلوا على الشهادة التعليمية حتى لا يعيشون بحاجة عمل متعب كما عملت أنا… نحن الفقراء ثروتنا أولادنا، هم الطموح والحلم والمستقبل، أما الحياة ودرسها الذي علمتني إياه كان صعباً وقاسياً، كنت أتمنى لو أكملت دراستي، واليوم حلمي أن أعيش باقي العمر أتمتع بصحتي من دون حاجة الناس، خاصة وأن العمل الحر لا ضمان له فاليوم الذي لا نعمل به لا نأكل، والصحة هي ضمان استمرار الحياة..
في الشارع الذي أمر فيه كل يوم عشرات المرات وأنا أوصل الطلبات إلى أصحاب المحلات ألف قصة تحت المطر والبرد وقسوة الصيف وحره، ولا نقول إلا الحمد لله على نعمة الحياة، بالاكتفاء والرضى تصير الحياة أقل قسوة.. أولادي يفخرون بي كأب لا يعرف إلا التضحية والعمل وحب الناس..
زينة وجيه هاشم