الوحدة :12-1-2022
كل شتاء… نتدثر بحروفنا من برد المسافات… نعتق الكلمات نبيذا في جرار الصمت..
تحت سماء الورق.. نفتش عن رغيف لم تطاله يد العفن.. وعن نجمة سقطت من مداراتها سهوا فراحت ترسم أقماراً، وقطارات زرقاء، وأطفالاً بثياب العيد، ومواقد دفء لا تخبو!
كل شتاء.. نعتقد أن حطب المواقد يدفئنا.. بينما في الحقيقة شمسنا في داخلنا، وكلما غابت ترحل معها سنبلة في القلب، وحكاية كنا نستمتع بتفاصيلها منذ طفولتنا..
كل شتاء..
تتعرى أشجارنا القصية..
يصير للكستناء طعم الحنين المشتهى..
ولصوت أجدادنا بحة ناي قديم..
نجلس في ذلك الركن الهادئ من الروح..
نتشارك مع عصافير الدوري في نقر شبابيك الذكريات..
كل شتاء..
يغسل المطر شرفات القلب..
نقرأ أوجاعنا على مهل..
نتمسك بمعاطفنا ومظلاتنا القديمة..
ونغدو كزهرة ثلج..
بقيت أكسير شتاء دافئ رغم العاصفة!
منى كامل الأطرش