مجرد جاكيت صغير أصبح حلماً

الوحدة: 9-1-2022

أمسكت أم أحمد بيد ابنتها شام ذات العشر سنين وهي تنتقل من محل إلى آخر وسط سوق شعبي كانت في السابق تشتري منه كل لباس أسرتها، لكنها الآن عجزت أن تشتري جاكيتاً لابنتها الصغيرة تقيها برد الشتاء بعد أن أصبحت جاكيتها قديمة وصغيرة عليها وقد ارتدتها لمدة أربعة شتاءات متتالية، فأقل ثمن لجاكيت في السوق الشعبي لا يقل عن ٤٠ ألف ليرة، حتى في سوق البالة لم تجد ما يناسب قدرتها المادية فهي موظفة كعاملة في مؤسسة التبغ وعائلتها مكونة من ولدين وبنت وزوج موظف أيضاً ومجموع رواتبهما لا يتجاوز ١٧٠  ألف ليرة ولا مجال أمامهما للعمل في مكان آخر، أسرعت أم أحمد بخطواتها خارجة من السوق ودموعها تنهمر بسرعة وهي تردد: هيا يا شام سنصلح الجاكيت القديمة ونجدد فيها لتصبح أجمل مما في السوق، وفي رأسها يدور ألف سؤال فحواها: كيف سيمر هذا العمر بهذا الحال وهذا البؤس وكيف ستواجه أولادها بعدم قدرتها على تأمين متطلباتهم، وطبطبت على كتف شام وهي تدعو بقلب ملؤه القهر: الله يفرجها علينا وعلى بلدنا.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار