الوحدة : 7-1-2022
عندما يضيق الأفق وتتقزم كل الأحلام في الحياة يلجأ الأبناء إلى الدفاع عن وجودهم وإثبات ذاتهم كل بطريقته الخاصة، وللأسف وبعد ضيق سبل العيش في بلادنا لجأ شبابنا إلى الهجرة بحثاً عن حياة كريمة تليق بطموحاتهم وأحلامهم مخاطرين بحياتهم غير مكترثين لما سيكلفهم الأمر من عناء وشقاء وتعب.
المهندس غدير ليلا أكد أن البحث عن العيش الكريم وتأمين متطلبات الحياة كشاب في بداية حياته كان السبب خلف سفره إلى العراق وترك كل شيء خلفه فالفقر في الوطن ذل وغربة وأضاف: كيف أستطيع تأمين مستقبلي وتوفير حياة كريمة لنفسي ولأهلي في ظل هذه الظروف وراتبي وهذا إن تعينت قبل أربع سنين من تخرجي لا يكفي ثمن أدوية إن مرض أحد أفراد أسرتي فكيف سأفتح بيتاً بهذا الراتب وأنا في بداية حياتي؟ حقيقة نقف عاجزين أمام ظروفنا داخل بلدنا ونقف عاجزين أمام أحبتنا، لا تدفئة ولا كهرباء ولا ماء، نقف عاجزين أمام أجرة الأطباء والمشافي وثمن الأدوية، غلاء المعيشة والفقر المدقع يحاصرنا من كل صوب وحدب، والبحث عن مخرج من هذا الجوع والفقر والإحباط واليأس إضافة لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا المؤجلة هو ما دفعنا للهجرة والسفر والمخاطرة بكل حياتنا ومستقبلنا .
أما مجد محمد خريج كلية اقتصاد فأجاب على سؤالنا بمئة سؤال وسؤال وقال: لما لا نسافر وقد انعدمت كل مقومات الحياة وأغلقت كل الأبواب في وجوهنا وسحقت كل تطلعاتنا وآمالنا ورغم ما نعانيه في الغربة كوننا نعامل غير المواطنين الأصليين ولكنها أسهل من الحاجة والذل في بلدنا، (شبنا) ولم نستطع تأمين عمل ضمن اختصاصنا في بلادنا حيث من شروط التوظيف ألا تقل الخبرة عن عامين فكيف لشاب حديث التخرج أن يحصل على عمل ولا أحد كلف خاطره وألزم الشركات بتوظيف الشباب وتدريبهم، وحتى لو توظفنا بعد طول انتظار فماذا سنفعل براتب مئة ألف، كيف أستطيع أن أشتري بيتاً أو سيارة، كيف سأتزوج وراتبي لمدة عام كامل لا يشتري غسالة أو براد أو أيا من احتياجات البيت وأثاثه، لافتاً أن كل ما في البلد من فقر وحاجة وغلاء وعدم تقدير الشباب ووضعهم في الأماكن المناسبة لهم يدفعهم للهجرة دون أسف .
أما المحامي محمد الذي تخرج من الحقوق وحصل على شهادات العديد من الدورات لتحسين وضعه ومستقبله لم يستطع تأمين أية فرصة عمل له لا في محافظة اللاذقية ولا في دمشق التي سافر إليها مراراً وتكراراً بحثاً عن ذاته، وعمل كل ما يستطيع عمله للعمل ضمن البلد لكن للأسف كانت كل الأبواب مغلقة ولذلك قرر السفر كما كل رفاقه، هرباً من القلة وتردي الأحوال المعيشية إلى درجة لا تحتمل وهو شاب مقبل على بناء حياته ويعشق النجاح ويطمح لمستقبل رغيد مريح، لافتاً إلى أنه عندما يأس من تأمين جزء يسير من تلك الأسباب أو من تأمين بيت يسكنه ومكتب يعمل به قرر السفر وسافر إلى دبي وخلال وقت قصير استطاع تأمين عمل ضمن مجال دراسته عجز عن تأمينه في بلده رغم بحثه الدؤوب لعدة سنوات وأن ينال ثقة وإعجاب من يعمل معهم مشيراً إلى أن كل رفاقه السوريين محط إعجاب الجميع لعملهم المتميز والمتقن أينما تواجدوا وتمنى هو وكل من تحادثت معهم لو أن نجاحهم وتأمين حياتهم في الغربة كان في الوطن لما فكر أحد منهم بالهجرة والسفر.
سناء ديب