الوحدة: 29-12-2021
كقرنفلة تستحم بضوء حزنها… تستقبل عامك الجديد… وربما تقف على أبوابه حائراً.. احتفاءاتك هي ذاتها احتضاراتك.. بعضك لا يشبه كلك.. وأنت والغيم الشارد صديقان الى أن ينام الشارع.. ومتسولة الرصيف العتيقة.. وشبابيك العشاق المسكينة تحت سماء المدن الملبدة بالغيوم والهموم..
لا يد في يدك، وأنت توقد شموع أمنياتك الشحيحة.. وتتركها وليمة لرياح الصدفة (زاهداً فيما سيأتي)، هناك عند مفترق الخيبة.. حيث الشيب يغزو كل المفارق والدروب والطيوب!!
وحيداً.. تكبس الجرح بقليل من الملح.. وتتداوى بالصبر.. كي تعبر مع المارين بسلام إلى عام جديد في اسمه.. تتوسل إليه ألا يعيد اليك شحوب الوجوه وصقيعها.. وألا يكرر رسائله الفارغة والباردة..
وحدك وبكامل اغترابك.. تغلف الأمنيات بعسل مصفى يقطر من شهد القلب..
تكتب لكل الأحبة بلغة لم تطالها يد الصقيع بعد.. تتبادل الأسماء مع الثلج والمدى وزهر الطرقات..
وتغفو على حلم يمتد الى مدن من النعناع تحدثت عنها القصيدة ذات وجد.. وأرصفة يسكنها صوت فيروز.. وحنين بطعم النبيذ المعتق فوق شفاه الوقت!
منى كامل الأطرش