الوحدة 25-12-2021
دبت الحياة في أوصال التكنولوجيا بفضل البرمجيات التي أصبحت وسيلة لدعم القرار وبيئة للتعليم ونظاماً للتخطيط الاستراتيجي ويقوم مجتمع المعلومات على عنصريين محوريين هما عنصر البنية التحتية ممثلة بشبكة الاتصالات وعنصر المُحتوى المعرفي والذي أيقن الجميع أنه بالفعل هو التحدي الحقيقي القادم تحت شعار (لحاقاً أو انسحاقاً) فهو- أي المُحتوى- أهم مقومات حروف المعرفة ومجتمع المعلومات بلا منازع، و يشمل المُحتوى بمفهومه الواسع نتاج صناعات النشر الالكتروني والإنتاج السينمائي والإبداع الفني وكذلك عناصر الشق الذهني لصناعة المعلومات من برمجيات وقواعد معارف وبيانات ومحتوى بنوك معلومات، وقد انتشرت تطبيقات تقنية المعلومات في شتى المجالات وعلى مختلف الصعد والمستويات ويعود الفضل في هذه الإمكانات الهائلة إلى البرمجيات التي تبعث الحياة في أوصال تجهيزات الكومبيوتر وملحقاته إضافة إلى أنها كل قطعة إلكترونية وكأنها كائن حي قادر على الإنتاج والتجاوب والتكيف وبقول آخر فإن تعدد برامج البرمجيات يمكن النظر إليها كأداة فاعلة لتوظيف المعرفة في بيئة تعلم منهجي ذي عناصر ذهنية مترابطة وسط واحة من التطبيقات السخية، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار بأن مهمة البرمجيات الأساسية فعلياً هي توظيف المعرفة بنشرها وتخزينها في ألباب أفكار الناس بشكل حيوي وتصميم هندسي فريد.
أصبحت تقنيات المعرفة محور جميع أشكال تكنولوجيات المعلومات وتحيط تطبيقات البرمجيات بالبشر من كل حدب وصوب وبكل الألوان حيث أنها وليدة مزيج علمي تكنولوجي غاية في الإثارة والدهشة لجمعه بين هندسة المعرفة الكامنة ومناجم بيانات الذكاء الزاخرة والتي تشمل تكنولوجيا الإعلام والتعليم والصناعة والزراعة والطب الدواء وفيما يلي سرد مختصر لأمثلة مميزة من هذه البرمجيات:
× تكنولوجيا الإعلام والتعليم
– برمجيات تأليف المناهج
– برمجيات الإحصاء التربوي
– برمجيات النشر الالكتروني
– برمجيات الوسائط المتعددة
× تكنولوجيا الصناعة و الزراعة :
– برمجيات التحكم في خطوط الإنتاج
– برمجيات التصميم الصناعي
– برمجيات إدارة المزارع و الإحصاء الزراعي
– برمجيات الهندسة الوراثية
×- تكنولوجيا صناعة الدواء :
– برمجيات نُظم تشخيص الأمراض
– برمجيات الحسابات العلمية لصناعة الدواء
– برمجيات تدريب الأطباء
تعاظم دور البرمجيات في نُظم المعلوماتية حتى أصبح أضخم بنود ميزانية تطويرها في دنيا الواقع وأيقن الخبراء بأن قطاع البرمجيات أعقد من أن يُترك لمحاولات وتجارب الهواة مخططي البرامج ومحللي النظم الذين أشاعوا حالات من الفوضى بأسلوبهم الشخصي في تصميم البرامج وصياغة توظيفها حيث أضحت البرمجيات كياناً معقداً يصعب تحليله والكشف عن بنيته الداخلية وتتبع المسارات المُتشعبة المُتموجة بداخله، و قد وصل الأمر إلى مرحلة حاسمة لا يمكن التغاضي عنها وخصوصاً مع الاعتماد المؤسساتي الكامل على نُظم المعلومات مما استلزم معه ضرورة إخضاع عملية التطوير البرمجي للمنهجية الهندسية والإدارية الدقيقة بهدف وضع أُسس ومعايير دقيقة جداً لمهام الإشراف والتنفيذ لجميع مراحل تطوير البرمجيات ومحاكاة القدرات الذهنية وحل معضلة المشكلات وبرهنة النظريات وتأليف المقالات في شتى المجالات ومختلف الصعد.
د. بشار عيسى