21 آذار.. للعيـــد وجهــــــان

العدد: 9316

الأربعاء-20-3-2019

 
 
عندما يجتمع النبعان – نبع الحنان ونبع العطاء – يتدفق الخير شلالاً وتثمر الدنيا بمواسم اليُمن والبركة، إذ جاء من قبيل المصادفة أن تم الجمع هذا العام بين مناسبتين تحملان أسمى معاني العطاء والتضحية – عيد المعلم وعيد الأم – لتكللا بالتقدير والعرفان مسيرة أشخاص يتمتعون بصفات كريمة تتسامى بتضحياتهم لتنير الدرب وتزرع الأمل بالمستقبل الجميل الواعد، فمن غرس كف الأم تزهو زهورنا ويرف عبيرها المعطار ومن فيض روح المعلم ترتوي أجيالنا ويكون لها على درب العلا أسفار، هذا ما تغنى ويتغنى به الشعراء على المدى محاولين الإحاطة بسجل حافل من المنح اللامحدود عند أشخاص ما عرفوا إلا العطاء فكانوا مثالاً للتضحية والكرم وطيب الأخلاق.
وفي عيدكما نقتبس أجمل السطور لتعبر عن المعاني والقيم السامية التي تخطها الأجيال تقديراً واحتراماً لكما ولسمو رسالتكما وجزيل عطائكما.
عن معاني عيد المعلم وقدسية هذه المهنة قالت السيدة منار عبد الله، معلمة وأم: في عيد المعلم تكبر صور معلمينا وتتوهج في ذاكراتنا، نستذكر تأثيرها الإيجابي فلمهنة التعليم رسالة وطنية بامتياز، فمن الواجب رد الجميل له، في عيده بتكريمه وتبجيله، وعيد المعلم هو محطة للذكرى المتجددة، محطة لنعطي ما في قلوبنا لأطفالنا الذين هم أمل المجتمع وأمل الوطن.
وعن الفرح والسعادة في إيصال الرسالة السامية للتعليم إلى أطفالنا قالت المعلمة ليال ضوا: أشعر بمتعة الوجود اليومي معهم، هم أطفالي، فطاقة الأطفال غير محدودة ويحتاجون لمتابعة دقيقة وعالمهم عالم خيالي، وعيدنا الحقيقي هو حين نشعر أننا نزرع الفرح والعلم والحب والقيم الجميلة في نفوس أطفالنا، هذه سعادتنا الحقيقية.
وعن المكافأة الحقيقية – التي تتوج جهود المعلمين قالت المدرّسة نهى ديب: أكون في غاية السعادة حين تكون نتائج الغالبية من طلابي كما أريد وأطمح بدرجات عالية، أشعر أنني (معلمة) حقيقية صادقة ومؤتمنة على تربية جيل، أبصم في ذاكرته علماً راسخاً، أتمناه دائماً أن يذكرني بالخير، بعد سنوات وسنوات، هذه هي مكافأتنا من مهنة التعليم، وهو عيدنا الحقيقي، في أن نرى الجميع متفوقين وناجحين وطموحين، في تحقيق مراتب متقدمة في دروس أبنائنا الطلبة وفي حياتهم المستقبلية.
أما الطالبة ريهام دلاّ – الصف السابع قالت: المعلم ربان سفينة، يبحر بنا إلى شواطئ العلم، وصورة من أنار عقلي ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى آخر لحظة في عمري، ولجميع المعلمين نقول: أنتم شموع تضيء حياتنا ومستقبلنا، ومهنة التعليم هي أشرف مهنة في الوجود.
الطالب عنان رستم، الصف السادس قال: المدرسة حياة أخرى تساوي حياتنا في البيت، هم أهلنا ونحن نتعلم منهم كيف نكون من المتميزين في دراستنا وحياتنا، نشكر جهود كل المعلمين والمعلمات، الذين ضحوا ويضحون ويفنون سنوات عمرهم، كي نصبح جيلاً متعلماً مثقفاً ناجحاً في الحياة.
ولأنها الأم .. نقدم لها كل كلمات الحب والعطاء، لأنها خير لا ينضب وروح لا تكل، ورغم أن الحروف تبقى عاجزة عن التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا تجاهها واختزالها في سطور قليلة، إلا أن الجميع يؤكد أهمية هذا اليوم للتعبير عن كيفية استثماره بما هو أفضل حتى نجني ثماره على الصعيد الإنساني والاجتماعي والأخلاقي والتربوي؟
السيدة ريم زيود قالت: هو مناسبة لغرس معاني ودلالات هذا اليوم في نفوس الأطفال من الجيل الجديد، وعلينا كأمهات وأبناء أن نستثمر عيد الأم في نشر ثقافة الحب والانتماء والعطاء، وأن نوجه رسالة حب وتقدير إلى جميع الأمهات في بلدنا الحبيب سورية وخاصة أمهات الشهداء فهن من يحملن معاني العيد بكل معانيها ودلالاتها.
السيدة سوسن سعد قالت: الأم نبع من عطاء وحنان وطيبة ووفاء، هي المعلمة والممرضة والمهندسة والعاملة وبنفس الوقت هي الأم، التي تفني ذاتها داخل البيت وخارجه، كي تربي أولادها وهدفها أن يكونوا في أعلى درجات التفوق والنجاح، فالأمومة رسالة وجود واستمرارية.
وببراءة الطفولة وبعفويتها عبّر الأطفال عن سعادتهم بيوم الأم الذي اعتبروه يوماً مميزاً يسعون فيه جاهدين لتقديم أفضل الهدايا لأمهاتهم من مصروفهم اليومي أو من خلال مساعدة آبائهم، هدايا بسيطة لها قيمة عظيمة للتعبير عن حبهم كنوع من رد الجميل لتهنئة الأم في هذا اليوم…
الصديقة حنان طريفي، الصف السابع قالت: أمي هي كل حياتي، ولا شيء أغلى من أمي.
في عيدها أقول لها ولكل الأمهات، أنتن شموع دائمة الضياء في حياتنا وأرواحنا وذاكراتنا التي تلتقط الحنان من عيونكن وقلوبكن المقدسة تقول لكن: كل عام وأنتن بخير، نحن لا وجود لنا لولا حنانكن ورعايتكن ومحبتكن وعطائكن اللا متناهي.
ويبقى يوم العيد مناسبة للاحتفال بالمعاني الإنسانية العميقة، فالأم رمز وقيمة للعطاء والتفاني والحب والانتماء والولاء، وللمعلم رسالة سامية يعد فيها جيلاً صالحاً مسلحاً بالعلم والمعرفة، وعلينا أن نغرس هذه القيم في نفوس أطفالنا، وأن نقدم التحية والتقدير لكل المعلمين ولكل الأمهات فهن من سهرنَ وضحين بأجمل أيام حياتهن من أجل تربية الأجيال لكي يتحملوا المسؤولية بدورهم تجاه أبنائهم ومجتمعهم ووطنهم.
فدوى مقوص
تصفح المزيد..
آخر الأخبار