الوحدة 21-12-2021
تجري تيارات العالم السطحية باتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وفي الاتجاه المعاكس في النصف الجنوبي وتسمى “دوامات” في نصف الكرة الأرضية الشمالي يوجد دوامتان كبيرتان اتجاههما اتجاه عقارب الساعة في شمال المحيطين الأطلسي والهادي.
وفي النصف الجنوبي يوجد ثلاث دوامات ذات اتجاه معاكساً جنوبي الهادي والهندي، أما تحت سطح الماء فتجري تيارات قد يكون اتجاهها معاكساً لاتجاه التيارات السطحية المالحة، هذه التيارات التي تمر تحت سطح الماء المالح على عرض البحر هي مياه مالحة، كذلك تجري التيارات السطحية الباردة عادة باتجاه الجنوب، بينما في النصف الجنوبي فتجري المياه الباردة حول المنطقة القطبية، وتجري تشعباتها باتجاه الشمال في المناطق المدارية وشبه المدارية، وهذا ما يعلل جريان نهري النيل والعاصي وغيرهما باتجاه معاكس للأنهار الأخرى، وهذا واضح من تسمية العاصي بهذا الاسم كما تتواجد الينابيع العذبة حتى في المناطق العميقة في البحر الأبيض المتوسط مثلاً في سورية في جزيرة أرواد، وفي اللاذقية تخرج المياه العذبة من قاع البحر حيث أنها أخف وزناً من المالحة، ولا تختلط معها، ثم ترتفع حتى أعلى سطح البحر، ويستعملها البحارة وصيادو الأسماك لزيادة احتياطهم من الماء العذب، بقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وهو الذي مزج البحرين هذا عذب فرات، وهذا ملح أجاج، وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً”.
والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا: ألا تشبه تيارات الطبيعة هذه ما يحدث في العالم من تيارات على أرض الواقع، وما ينتج عنها من ويلات وحروب وتناقضات وتخبطات وتكتلات ومسارات موحدة أو معاكسة؟! وهذه الحرب الكونية على بلادنا الحبيبة ما هي إلّا انعكاس لهذه التيارات والمطامع الاستعمارية، ألا أن سورية تجمع العاصي والعذب بآنٍ معاً ومستقبلها سيخطه السوريون وحدهم بقيادة رئيسهم وجيشهم صانع البطولات والانتصارات مستقبلاُ مشرّفاً مشرقاً ناصعاً ساطعاً ليس على مساحة الوطن فقط، بل على مساحات العالم أجمع لأن سورية قلب العالم، وقد كتب لهذا القلب أن يستمر بالضخ والتدفق والخفقان لتشكيل نسغ المقاومة متحدياً الغدر والخيانة والإرهاب والمؤامرة، وإلّا لن تكون هناك حياة.
رفيدة يونس أحمد