الأمطار الغزيرة والثلوج .. وعين المستقبل وقذى الواقع

الوحدة 21-12-2021

 الحمد لله على نعمه التي لاتعد ولاتحصى، وأجزم أنه لا يوجد اثنان يمكنهما نكران فوائد الهطل المطري والثلجي وماسيلحق بهما من برودة. الاثنان أيضاً يجب ألا يختلفا أن الطقس الحالي يأتي لتنظيف الأرض والبيئة وتعقيمهما من الأوبئة والأوساخ ما ظهر  منها للعيان أو استتر. سيول الأمطار ستجرف ماهو على وجه الأرض، والثلج سيقضي على فرص تكاثر الحشرات التي تضر الإنسان والحيوان والبيئة. السيول والثلوج كشفت أمام كل معني هشاشة البنية التحتية في مدننا وقرانا ، ومن حقي وحق المعني أن يسأل لماذا دائماً نتأخر عن مواجهة الحالات الطارئة؟ وهل هذه الأمطار أشد غزارة أو لم نألفها من قبل؟ الحقيقة أننا كلنا مقصرون ،ونحن شعب يطلب دائماً الفرج من رب العباد الذي ما خيب قط عباده ويبعث الخير مدراراً لكن هل يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ؟؟!! حتى نستفد مما حصل من أمطار وتشكل سيول، علينا أن نفكر من أجل المستقبل ونستعد لكل حالات طارئة، وليس أقلها مواجهة اختناقات تصريف المياه المطرية التي تم ويتم التعامل معها بأدوات ماقبل المدنية. .العنصر البشري ورفش ومعول. إلى أهمها وهي ثقافة المجتمع التي تلزم كل فرد منه بالحفاظ على نظافة البيئة التي يعيشها من رمي الأوساخ في الأماكن المخصصة لها إلى أعقاب السجائر ومخلفات شرب القهوة وغيرها والتي في بعض المرات تلحظ أنها متعمد رميها من قبل بعض الأشخاص وبالقرب من حاوية أو سلة للمهملات كل هذا يشكل عبئاً إضافياً ويضاعف المهمة أمام عمال النظافة وورشات المياه والصرف الصحي الذين وللأمانة يجسدون المثال الحي للمواطن والموظف الشريف والضمير وبأقل الإمكانات وأبسط الأدوات . اختناق تصريف مياه الأمطار يجرنا إلى اختلاطات أخطر منها كاختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الينابيع وهذا ملحوظ بالقرى بسبب طبيعة شبكات الصرف الصحي وبدائيتها وقلة الأمانة بتنفيذها، ناهيك عن تلوث المياه الجوفية وهذا لمسناه بالتجربة مؤخراً وأفصحت عنه حوادث التسمم والكبد التي شهدتها منطقة جبلة منذ أقل من عام . في الطرف المقابل نرى في مدينة اللاذقية شبكة تصريف مطرية تخدم شوارع واسترادات المدينة وهي جيدة إلا أن يقوم البعض بمد مجرور البناء أو المحل أو المطعم على هذه الشبكة متجاوزاً كل الاعتبارات والقيم الأخلاقية وفي بعض الأحيان يتعدى الأمر إلى مد هذا المجرور إلى جور الكهرباء والبريد التي تستدرك فيما بعد و التي سنتحدث عنها في قادم الأيام .. نعم يا سادة إلى هذا الحد ومن أجل توفير بضعة قساطل ومترين حفر يعمد بعض متعهدي البناء وغيرهم بمد مجرور بنائهم إلى شبكة التصريف المطري فتتحول إلى بؤرة للحشرات والبعوض في الصيف والروائح الكريهة. للمستقبل لابد من توقع الفصل المطير واستباق السيل بنظافة الشارع والفوهات المطرية في المدن والقرى وإعمال الضمير على كل مستوى فردي وجماعي ومؤسساتي . نعم الامطار ملأت السواقي والجداول وجرفت بدربها الأوساخ التي تركناها صيفاً وربما أكثر، وخلصتنا إلى حين من منظرها وما تسببه من مخاطر صحية، وعلينا الآن أن نفكر بحماية البيئة من الملوثات جميعاً سواء كانت نتيجة فرد أو مجموعة أو مدينة أو قرية. ولا بد لنا من التحية وشكر لهؤلاء الغيورين على بلدهم ومدينتهم ويعملون بإخلاص وشرف، الذين ولعدة أيام لحظناهم وهم يقومون بتعزيل الجور الفنية والانسدادات المطرية في كل حي تقريباً بمدينة اللاذقية ومن فوقهم المطر ومن تحتهم المطر !

 علي الشيباني

تصفح المزيد..
آخر الأخبار