الوحدة: 20-12-2021
لا يخفى على أحد الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها البلاد في ظل حصار اقتصادي خانق أرخى ظلاله على شريحة واسعة من الناس، حيث لم تسلم مقومات الحياة المعيشية المتعلقة بالسلع والمواد الغذائية الأولية من الغلاء الفاحش الأمر الذي رتب معه عبئاً جديداً يضاف إلى مجمل الأعباء التي يعاني منها المواطن، ومن هنا كان اللقاء مع عدد من أصحاب المحلات التجارية لنتعرف من خلالهم عن الواقع الشرائي للمواطنين.
حيث وصف مهند وهو صاحب محل ألبان وأجبان حركة الشراء ب(الميّتة) أو تكاد تكون معدومة ولا تتحسن إلا في بداية كل شهر لتعود لحالتها المعدومة بعدها، إذ أن بعض الزبائن كانوا يشترون المواد سواء (لبن أو لبنة أو جبنة) بالكيلو أما الآن فيشترونها بـ (الوقية أو نصف الوقية، الربع أو النصف كيلو) ومنهم من أصبح لا يشتريها مطلقاً، مرجحاً السبب لقلة الدخل وانخفاض القيمة الشرائية لدى المواطنين الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على حركة البيع والشراء، ناهيك عن الخسائر التي يتعرض لها كون لديه مصاريف كبيرة ( ثمن حليب- كهرباء- غاز- عبوات- أجور نقل).
من جهته يرى أبو أحمد صاحب محل لبيع الخضار أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين هو نتيجة ضعف الدخل المادي مقارنة بالارتفاع الجنوني للأسعار إذ أن أغلب المواطنين يشترون حاجتهم اليومية فقط، حيث أصبحوا يقتصرون في شراء بعض السلع على الحد الأدنى، حبة أو حبتين ناهيك عن الغياب شبه الكامل للفواكه التي باتوا يستغنون عنها، إضافة إلى أن هناك مواد أساسية كانت تعتبر مادة رئيسية في متناول اليد لكنها اليوم أصبحت هاجساً وحلماً ومنها على سبيل المثال مادة البطاطا التي يتراوح سعرها بين ١٦٠٠-٢٠٠٠ ليرة سورية.
وعلى صعيد اللباس يتحدث جورج وهو صاحب محل لبيع الألبسة أن حركة الشراء خفيفة أغلب الأوقات وتقتصر على الحاجة فقط إذ أنه سابقاً كان الزبون يأخذ أكثر من قطعة من اللباس، أما اليوم فيكتفي بقطعة واحدة هو بحاجتها، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار الذي يفوق دخله المادي بكثير مما يضعف قدرته على الشراء (وقلة الطلب تزيد من السعر) هذا الأمر يعرض أصحاب المحال لخسائر كبيرة، إذ تقل حركة البيع وتكسد البضاعة إذ يترتب عليهم دفع ثمن البضاعة وأجور نقلها وآجار المحال ودفع فواتير الكهرباء، مشيراً إلى أن حركة الشراء تتحسن في الأعياد والمناسبات فقط.
الوضع المعيشي الصعب يرخي بظلاله على مختلف شرائح المجتمع وتأثير هذا الوضع يختلف من شريحة إلى أخرى ولكن من المؤكد أن هناك معاناة حقيقية فإلى متى سيستمر هذا الوضع وماهي الحلول؟
هنادي عيسى