الوحدة: 20-12-2021
تراجعت الحركة الشرائية للمواطنين بشكل لافت خلال الفترة الماضية بسبب تراجع الحالة المعيشية للناس والفجوة الكبيرة التي حصلت ما بين دخل الفرد وقدرته الشرائية وزيادة الأسعار لكافة المواد الضرورية بشكل جنوني، حتى أن الفقير ألغى ٩٠٪ من احتياجاته وعزف عن شرائه بسبب عجزه المادي، وخلال لقاءات أجرتها الوحدة مع بعض أصحاب المحلات التجارية في مدينة القرداحة حول حركة الشراء والبيع وأثرها على هذه المحلات قال السيد أيمن صقور صاحب محلات ألبسة ولادية ورجالية وأحذية: بالتأكيد انعكس سلباً واقع عدم توفر السيولة لدى شريحة كبيرة من المجتمع على عملنا، فالمواطن في الوقت الحالي لا يأخذ إلا ما هو بأمس الحاجة له، في حين كان يدخل سابقاً للمحل ويخرج بغيار كامل متضمناً بلوزة وبنطال وحذاء وألبسة داخلية ويأخذ لأفراد عائلته، ولكن في الوقت الحالي يأخذ القطعة التي يحتاجها فقط ويدفع ثمنها على مراحل، وأضاف: تغيرت آلية العمل بالكامل وماكنا نبيعه بأسبوع صرنا نبيعه بأشهر مع مراعاة الزبون الذي هو إما قريبي أو زميلي أو ابن قريتي بتقسيط سعر القطعة لعدة أشهر، ولجأنا إلى إدخال النخب الثاني إلى جانب النخب الأول تماشياً مع وضع الناس، فالقدرة الشرائية ضعيفة جداً وهذا أثّر علينا جداً وتضررت المحلات ففي حين كان هامش الربح ٢٠٪ صرنا نبيع بهامش قليل جداً حتى لا تبقى القطعة في المحل لموسم آخر رغم زيادة أجور الشحن و النقل وزيادة أسعار القطن عالمياً، نتمنى قدر المستطاع التخفيض من قيمة أرباح المنتجين على الأقل ضمن هذه الفترة لنستطيع المتابعة بعملنا قدر المستطاع.
فيما رأى السيد مصطفى عبيدة من محلات أبو غازي العريقة في مدينة القرداحة للجملة والسمانة والحبوب بأن الوضع تغير كثيراً عن السابق بالنسبة للتاجر والزبون، وطال الضعف الجميع بعد التضخم الهائل الذي نال من كل شيء، وأكد أنه في السابق كانت المحلات عامرة بالمواد بكل ما لذ وطاب وكل ما تشتهيه العين والنفس وكانت المستودعات مليئة بشكل دائم، لكن اليوم اختلف الوضع كثيراً علينا لأن ارتفاع أسعار المواد الأساسية أضعفت القدرة الشرائية للتاجر و المواطن معاً، ففي السابق مثلاً كانت حمولة سيارة من مسحوق المدار ب١٣ مليون ليرة بينما ثمن نفس المادة اليوم ونفس الكمية تتراوح ما بين ١٧٥ و٢٠٠ مليون ليرة سورية، وهذا الفارق يؤثر على أي تاجر، فكيف بالمواطن ذو الدخل المحدود الذي كان يأخذ مؤنة بيته عن شهر كامل من حبوب وزيوت ومنظفات قهوة وشاي و…، بينما الآن يأخذ بالأجزاء وبالألف والألفين حسب مقدرته واستطاعته هذا إن وجدت، مؤكداً أن بعض المواد تبقى أشهراً على الرفوف دون أن يطلبها أحد، بالسابق كان الازدحام في المحلات ببداية الشهر كبير جداً، وكان الكثير من الزبائن يسجل فاتورة حاجيات منزله لنوضبها له قبل يومين حتى لا ينتظر في الازدحام بينما الآن اختفى الازدحام وخف الشراء وصار بالوقية والبيضة حيث القدرة الشرائية تدهورت والأسعار ترتفع أحياناً بنفس اليوم أكثر من مرة والزبون لاحول له ولا قوة حتى أنه بات لايمكن أن يؤمن أبسط متطلبات حياته المعيشية.
وقال السيد هيثم البيطار صاحب محل عطورات ومكياجات: تغيرت قاعدة الهرم من الأساس حيث كنا على رأس الهرم بالمبيعات وحالياً تدنى مستوى المبيع إلى القاعدة لأن المواطن يهمه أن يؤمن مستلزمات طعام أبنائه وعائلته وبعض كسوتهم والاستغناء عن أي رفاهية حتى لو كانت بعض العطور، وكل ذلك لضعف القوة الشرائية والأسعار التي لم تتوقف عند حد معين بل كل يوم غلاء يطال غالبية المواد حتى بات الراتب يلهث خلفها دون أن يستطيع اللحاق حتى بجزء منها يبقيه على قيد الكرامة.
سناء ديب