الوحدة: 20-12-2021
(الوحدة).. عبر رصدها الميداني لركود حركتي البيع والشراء في بعض المحال الاستهلاكية المختلفة بمدينة اللاذقية، التي انعكست وقائعها على صورة جلية واضحة، جراء عزوف كبير من المواطنين عن الشراء حتى لمعظم أنواع المواد الاستهلاكية، وعلى وجه الخصوص السلع الغذائية الأساسية، والاكتفاء معظم الأحيان بكميات محدودة منها، وذلك نتيجة غلاء أسعارها من جهة، ولضعف القدرة الشرائية لدى غالبية الناس من جهة أخرى.. فلنتابع معاً الاستطلاع التالي..
الشاب محمد، بائع في محل للضيافة والبن، يقول: حركة البيع والشراء لابأس بها إلى حد ما، والإقبال فيها يقتصر على شراء بعض المشروبات الروحية، ومعها أحياناً بعض المكسرات، والبزورات، وكذلك، البسكويت، والشيبس، وبخاصة من قبل الأطفال، وطلاب المدارس.
ولكن، يلاحظ عزوف كبير من الزبائن عن شراء القهوة بالكيلو، أو نصف الكيلو، ليقتصر ذلك على شراء كمية قليلة، وشبه محدودة بالأوقية، أو حتى نصف أوقية، وبعضهم الآخر يبتاع كمية ضئيلة منها بنحو مبلغ ١٠٠٠ أو ١٥٠٠ أو ٢٠٠٠ ليرة سورية فقط، وذلك بسبب ارتفاع أسعار البن، الذي وصل سعر الكيلو غرام منه إلى ٢٧ ألف ليرة، وبعد تحميصه وطحنه يباع للمستهلك ب ٢٨ ألف ليرة مع هيل، وبلا هيل ب٢٦ ألف ليرة.
أما بالنسبة لمواد الضيافة: بيتفورات، وشوكولا، التي يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد منها ما بين ١٨ ألف ليرة سورية إلى ٢٠ألف ليرة فقد اقتصر بيعها غالباً على فترتي: المناسبات، والاحتفالات.. وكذلك، تم العزوف عن شراء الأراكيل بسبب ارتفاع أسعارها أيضاً، إذ وصلت أسعارها إلى مبالغ تتراوح ما بين ٢٥ إلى ١٠٠ ألف ليرة ، تبعاً لاختلاف نوعية جودتها، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من مدخني الأراكيل صار الخيار الوحيد البديل أمامهم، هو إصلاح أراكيلهم، عبر تبديل بعض القطع المعطلة منها.
وإثر عزوف الزبائن عن شراء تلك المواد الضيافية، الذي أثر بدوره على حركة المبيع بشكل لافت، وعلى خفض الأرباح بسبب الغلاء، ما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، ولذا فقد بقيت بعض السلع والمواد للعرض فقط داخل المحل، ومنها الأراكيل على سبيل المثال لا الحصر.
الشاب هارون، يعمل في كولبة لبيع الدخان والمشروبات الساخنة والأندومي، يقول: حركة البيع مقبولة لديه، قياساً بحالة الركود الواضحة في الأسواق بشكل عام.
ويبرر سبب الإقبال النسبي إلى أن الأسعار عنده مقبولة، ومتناسبة مع حركة الإقبال، نظراً لجودة البن والنظافة والترتيب، كونها أشياء يرغب بها الزبائن، إضافة إلى الإقبال من الشبان على شراء الدخان، سواء منه: الوطني، أو الأجنبي،
كما أن طلاب المدارس، يقتصر إقبالهم غالباً على شراء الأندومي، كونها تباع بسعر مقبول، ومتناسب مع مصروفاتهم اليومية، منوهاً بأنه خلال فترات هطول الأمطار، تخف حركة الزبائن عموماً، نتيجة اعتكاف أغلب الناس في منازلهم، وعلى الرغم من كل ذلك، فهو لم يلحظ أية حالة عزوف من قبل زبائنه، لأن معروضاته بسيطة، وأسعارها هي الأخرى بسيطة أيضاً، قياساً بارتفاع أسعار السلع المختلفة في محال أخرى..!
السيدة تركية، مستأجرة محل سمانة، تقول: حركتا البيع والشراء بشكل عام ضعيفة، وهناك عدد كبير من الزبائن يشترون على أساس الدين لآخر الشهر، وحتى عندما يأتي الموعد المحدد، فإن بعضهم لا يستطيعون تسديد ديونهم، التي تراكمت عليهم شهراً إثر آخر..! وبالتأكيد، إن ارتفاع أسعار السلع أثر على استجرارنا للكميات المعتادة من تلك السلع المتنوعة، وأحياناً بعض الزبائن ليس في مقدورهم الشراء إلا بكميات محدودة سواء منها: زيت عباد الشمس بحوالي ١٥٠٠ ليرة، والسكر والرز بنصف الكيلو، ومنهم من يشتري حاجته فقط لطهي طبخته المتواضعة من الخضار، والمحددة ببضع حبات سواءً أكانت بطاطا، أو بندورة، أو ما شابه ذلك.. وأغلب الإقبال هو على شراء الحاجات الأساسية من السلع الغذائية، وبكميات قليلة تكفي حاجاتهم لطبخة واحدة فقط..! وهذا الواقع الصعب، انعكس سلباً على وجود خسائر في محلها، كون بعض الخضار والفواكه لها فترة معينة للحفاظ على وضعها الطبيعي، ثم تفسد بعدها، ويعود سبب كسادها، لأن القدرة الشرائية لدى الزبائن محدودة جداً.
السيدة أم جعفر، مستأجرة محل بقالية، تقول:
نتيجة لحركة الركود المتزايدة شدة تضاعيفها يوماً بعد آخر، وبسبب الغلاء غير المقبول في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية للأسرة، فما كان لها من وسيلة إلا أن تعزف بدورها عن شراء احتياجات محلها المستأجر من جميع تلك المواد! وهكذا، تمت عملية إفراغ محلها من مواده السلعية المختلفة تدريجياً إلى أن تمت تصفيتها نهائياً.
وحالياً، بسبب ارتفاع الأسعار المتزايدة، وكون حركة الزبائن باتت خفيفة جداً، ودون إقبال حتى على شراء السلع الأساسية، فتوقفت عن البيع في محلها، وتم إغلاقه!
الحسن سلطانة