الوحدة : 16-12-2021
محق الضنى جسدي.. وأناخ بي الهمّ.
والشمس تلقي في الصباح حبالها, وقد لجّ بي ظمأ زرّفته هجيرة يوم قائظ، فأحسستُ بأن بعضي مدفون ببعضي، وأن رسول الردى ينعي إليّ روحي.
قلبي.. بالأسى متفرد، وفي الحشا وجدٌ وقد عقد الحزن لساني. ولكأن هذي السماء زلزلت زلزالها واستوى الليل مليكاً، ورأيتني أردد مع إيليا أبي ماضي:
وكم أسقمتُ جسمي كي يصحًّوا وحالفتُ السهادَ وهم نيامُ
هذا الصباح توقّفت العصافير عن لغوها.
وعيناي مثقلتان بالنعاس..
خفق خطاك تركني في سهادي ورأيتني أعدو عبر الزمن وكأني قزعةٌ من غيمٍ عابر الريح تهبّ.. والبحر يئن وسلسلة من البروق تزعق في الراوبي الهامدات.
غربت الشمس.. وتدانت السماء من البحر كما تتدانى أهداب طويلة من عيون أسهدها التعب والسهر.
قلبي.. تصدّع وجعاً.
ووجهي يعتامه ظلّ كآبةِ. وتنسرب في صدري رجفة خوف.
وأراني أبكي لغيابك..
سأحتفظ بعشب الدرب نديّاً، فربما أحببتُ المشي عليه صباحاً.
هما عيناكِ تكتملان وخضرة المدى, فلا تهرقي مزيداً من خمر التشهي.. إن هدهدة الريح تشي بقرب العاصفة.
وقفت ببوابة الوداع. وسلمت على معبر العمر أمنياتي.
ورحتُ أمدُّ خيوط صوتي.
ولكن ما من أحدٍ أعارني حتى التفاته أو تلويحة.
سيف الدين راعي