الوحدة : 16-12-2021
واقع تقنين الكهرباء في اللاذقية أضنى المواطن، وأثقل كاهله ليحتل الصدارة في قائمة المعاناة اليومية وسط شكاوى متكررة لا طائل منها، حيث أصبحت مدينة اللاذقية بلا كهرباء تقريباً، تجوب شوارعها بالليل والنهار ولا تسمع سوى صخب وضجيج المولدات، يلجأ إليها الكثير لتغطية النقص الكبير الناجم عن خمس ساعات قطع مقابل ساعة غير مكتملة وصل، هذه الساعة التي تتم فيها التغذية وسط انقطاعات متكررة من الكهرباء، هذا ما أكده سكان بعض المناطق لجريدة الوحدة.
علي سلوم من سكان حي الفاروس يتساءل: هل يعقل بأنه لم يعد أحد بقادر على أن يوقف هذه المهزلة الكهربائية في اللاذقية فقد تعطلت أشغالنا وتوقفت أعمالنا وبتنا رهن الكهرباء بوصلها وقطعها، ولم يعد بالإمكان تغطية طلبات الزبائن رغم أني أحاول جاهداً أن أستغل فترة ساعة التغذية الكهربائية فأقوم بطحن البن ما تيسّر لي من وقت فخمس دقائق قطع مقابل خمس دقائق وصل غير مجدية نهائياً ولا ننجز أعمالنا أبداً في هذا الوقت المستقطع فأصبح الزبائن تنفضّ من حولنا، وكلما أتى أحدهم طالباً البن نعتذر منه بسبب الكهرباء فيضيق ذرعاً ويمضي لحال سبيله متأففاً من الكهرباء التي باتت عصباً يحرّك ويسيطر على حياتنا مما يعرضنا للخسارة ويضطرنا لإغلاق محالنا؟!
جميلة صقور من سكان الرمل الشمالي تقول: وضع الكهرباء في اللاذقية في حال يرثى له، فساعات التقنين الطويلة غير مقبولة، وساعات التزويد غير منتظمة في حال يدعو للأسى، وتشير إلى أن ساعة الوصل اليتيمة يتم قطع الكهرباء عدة مرات لتصبح الساعة نصف ساعة على الأكثر، وفيها يلجأ المواطن إلى استغلال كل دقيقة مضطراً لاستنفار كامل واستخدام كل المعدات والتجهيزات الكهربائية مما يحدث حملاً وضغطاً زائداً لتؤكد بأن بيتها تعرض لماسٍ كهربائي في العداد والذي أدى إلى احتراق العداد بالكامل، مضيفة: لولا تدخل العناية الإلهية لاحترق البيت بالكامل وكانت هي متواجدة فيه، مشيرة بأن الكهرباء في بعض الأحيان ونتيجة الوصل والقطع تكون غير منتظمة وتؤدي للكوارث وتتسبب في أعطال التجهيزات الكهربائية التي بات من المستحيل شراء البديل في أزمة الغلاء الفاحشة أو حتى إصلاحها هذا إن لم تودِ بحياة البعض، كما تلفت جميلة إلى أن تقنين الكهرباء انعكس على تأمين المياه حيث أن الغالبية العظمى من المناطق تعتمد على أجهزة الضخ لرفع المياه إلى خزانات المنازل فلما صم الآذان عن كل ذلك ولما اللاذقية نالت حصة الأسد من تقنين الكهرباء.
وفي نقطة لابد من التنويه إليها في منطقة كراجات الفاروس ومساء بالتحديد يعاني المواطنون من الظلام الدامس في ساعات الانتظار الطويل للسرافيس حيث تحصل المضايقات الكثيرة، فهل ستبقى عروس الساحل تتشح بالسواد وهي التي يليق بها أن ترفل بالبياض وتتألق بالنور.
نجود سقور