الوحدة : 16-12-
التقت الوحدة مع العديد من المواطنين من مهن مختلفة والشكوى واحدة وهي الانقطاع الجائر للكهرباء، حيث أن انقطاع الكهرباء كان له دور كبير بانقطاع الماء، فها هي ربة المنزل منى من ريف طرطوس تشرح أن كل أربعة أيام قطع للمياه تأتي نحو ساعتين فقط ، وهذه المدة لا تكفي لتعبئة الخزان أولتشغيل الغسالة، وحتى الاستحمام صار يتم بالتقسيط وعلى عجل، ومع انقطاع الغاز لا تكفينا الساعة التي تأتي لطهو أي طبخة على سخان الكهرباء.
السيدة وصال تقول: حتى الأولاد يدرسون بصعوبة حيث ارتفعت أسعار اللدات والبطاريات والرواتب لا تكفينا حتى لإطعام أولادنا.
فيما يقول السيد محمد محمد إنه شريك في معمل للبلاستيك منذ عشر سنوات في المنطقة الصناعية بطرطوس وقد أغلق بداية العام الجاري بسبب الكهرباء، وقد تسببت الفروقات بتأمين الكهرباء إلى غلاء كلفة المنتجات بين محافظة وأخرى قبل الإعفاء الراهن للتقنين، ما سبّب اختلافاً بأسعار السلع والخدمات.
بدوره السيد باسم أشار لنا أنه يعمل في تركيب الزجاج وأن ساعتي الكهرباء التي تأتيان بشكل متقطع نهاراً لا تكفيان ما جعله يشتري مولدة بنزين بسعر مليون ومئتي ألف ليرة، إلا أن تأمين البنزين كان عقبة إضافية عدا التكلفة الزائدة التي وصلت إلى 30 % من قيمة العمل، وغياب البديل عن الكهرباء ما جعلنا نقضي أيام عدة دون عمل.
السيد مازن الذي يعمل بالطباعة وتركيب اللوحات واللحام فيقول: أتعامل مع الكهرباء وكأنها غائبة تماماً لأن القطع عدة مرات خلال ساعة الوصل يعرقل العمل، فيما يصل نصف الفاتورة لتغطية تكاليف المازوت الذي يصل سعره أحياناً إلى 70 ألف ليرة لكل 20 ليتراً حتى أننا نضطر لتشغيل المولدة لشحن البطارية، وأمام هذا الواقع يستحيل الاستمرار في العمل، ما يجعلني أفكر كثيراً بالسفر نظراً للعروض الكثيرة التي أتلقاها لخبرتي، وتابع مازن أنه اتفق مع (جلى البلاط) الذي يعمل في شقته على 4000 ليرة للمتر مقابل تأمين المازوت وهذا سعر باهظ عدا عن صعوبة تأمين المادة بالسعر المدعوم.
وأشار المزارع عصام إلى التأثير السلبي الذي تركه غياب الكهرباء على إنتاج الحمضيات نوعاً وكماً، مع عدم إمكانية الري بالمازوت بسبب التكاليف المرتفعة، إضافة إلى أن الحمضيات والبيوت البلاستيكية تعاني من تدني الأسعار ولا يمكن إضافة مثل هذه التكاليف عليها في حين لا يبدو أن هناك أي حل لأزمة الكهرباء في المنظور القريب.
ربى مقصود