الوحدة 14-12-2021
نهاية آخر العام لها وقع اخر في أزقة الروح.. في لحظة غريبة تشعر أنك الصديق الأقرب للبحر.. للعزلة.. لنرجس يباع على قارعة الرصيف..
وربما تصبح صديق المدن المتعبة من غبارها وضجيجها والغارقة في أحزانها حتى الترمد!
أنت (وبكامل وحشتك) تقرأ أوراق النعوات المعلقة على جدار الصدفة.. ترثي أسماء ووجوها كانت ذات يوم صديقة وأثيرة وربما أقرب اليك من نفسك..
بموس حزنك تحلق النابت من ذقن الحنين.. ترش العطر على قمصان الصمت.. وتمضي في زورق الأرصفة الممتد أمامك إلى آخر الحيرة، هناك حيث تتساوى أشياؤك القديمة مع الذهب العتيق، ولا أحد يكترث لقيمتها إلا أنت..
نهاية آخر العام تذكرك ببطل سيرفانتس وهو يحارب طواحين الهواء، تطبع على جبينه قبلة اعتذار باردة، وتشعر أنك تشبهه منذ ألف خيبة..
نهاية آخر العام تذكرك بمطر جميل طالما اشتقت إليه وهو ينبت من معطف القلب.. يقرع بأنامله نوافذ الروح.. ويكتب كل ما يمكن أن تشعر به دون أن يقال!
منى كامل الأطرش