الوحدة:13-12-2021
في الهنادي، تعد الحمضيات السورية من أجود أنواع الحمضيات في العالم لعوامل عدة منها المناخ المناسب والمعتدل والأرض الخصبة وقلة استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية، وتشكل هذه الحمضيات مصدر دخل للعديد من الأسر في الساحل السوري، ومن الممكن أن تكون رافداً للاقتصاد والناتج القومي في حال تم دعمها بشكل كاف واعتبارها محصولاً استراتيجياً كالقمح الذي يلقى كل الدعم من توزيع البذار إلى الأسمدة إلى عمليات التسويق والبيع ، على عكس الحمضيات التي لا تدخل في حسابات الداعمين على الرغم من انتشارها في مناطق جغرافية واسعة على أراضي الساحل، وإن كان هناك دعم فهو خجول جداً ولا يرقى لمستوى الطموحات ، إضافة إلى تشجيع زراعة القمح في المناطق المزروعة بالحمضيات حيث يستطيع المزارع الذي يرغب بزراعة القمح الحصول على السماد ( يوريا٤٦) الذي يحوي عنصر الآزوت الذي بدوره يساعد في نمو اليخضور بقوة، في حين يحرم مزارع الحمضيات من ذلك. فلماذا تهمش زراعة الحمضيات على حساب زراعات أخرى ؟
أبو مدين مزارع حمضيات يقول: حكومتنا لا تعتبر الحمضيات من المحاصيل الرئيسية على عكس القمح الذي يأتي بالمرتبة الأولى كونه مادة أساسية تدخل في أغلب الصناعات الغذائية، ومع ذلك يمكن للحمضيات أن تكون رديفاً للقمح في حال تصديرها وإدارة تسويقها بشكل جيد ويمكنها أن تشكل عائداً جيداً للاقتصاد .
فيما رجح أسامة السبب لعدم وجود ثقافة زراعية حول ثمرة الحمضيات الغنية بالفيتامينات والمعادن بثمن وكلفة قليلة في فصل تغيب فيه أغلب الفواكه الأساسية مما يؤدي لعدم امتلاك الجهات المعنية لرؤية واضحة وإمكانية الاستفادة من الحمضيات بأفضل شكل ممكن بما يعود بالفائدة والربح على المزارع والبلد .
فيما رأى أبو منذر مزارع حمضيات أن السبب يعود للحصار الاقتصادي المفروض على سورية وسرقة القمح السوري المعروف بجودته ودعم القمح في مناطق زراعة الحمضيات هو محاولة خجولة لتعويض النقص الحاد الحاصل في محصول القمح بعد أن كانت سورية من أوائل الدول المصدرة للقمح .
وأحد المزارعين يرى أن زراعة القمح في الساحل محاولة غير ذات جدوى اقتصادية كون المساحات والأراضي الزراعية غير المزروعة بالأشجار المثمرة ( الحمضيات – الزيتون ) نسبتها ضئيلة ولا يمكن الاعتماد عليها .
هنادي عيسى
تصوير حليم قاسم