الوحدة:13-12-2021
في ريف القرداحة، اجتماعات متواصلة تنتهي بوعود متتالية لدعم الزراعة لا يرى منها المزارعون الذين تكدست همومهم فوق بعضها البعض أي شيء ملموس على أرض الواقع وإنما تزداد العراقيل والصعوبات في طريقهم المرصوف بالتعب والألم ويبقى الدعم على الورق فقط، هذا لسان حال مزارعي الحمضيات في ريف القرداحة.
السيد غزوان بركات من قرية البيطار مزارع حمضيات ورئيس الجمعية الفلاحية في القرية حدثنا قائلاً: في القرية أكثر من 950 دونماً مزروعاً بالحمضيات ومرخصة ترخيصاً زراعياً وقد ظلمت مواسمها نتيجة عدم توفر مياه الري بسبب شح مياه السد وقلة الأمطار ماأثر كثيراَ على بساتين الليمون وأدى إلى موت الكثير من أشجارها لأنها لم تروى خلال موسمين متتاليين عداك عن أزمة توفر الأسمدة وارتفاع أسعارها بما يفوق قدرة المزارع وخاصة في ظل تسويق سيء للمحصول وأسعار متدنية لا تعوض خسارة المزارع، لافتاً أنه تم البدء بتوزيع الفوسفات من بداية هذا الشهر بعد أن اشترى العديد من المزارعين من القطاع الخاص نوعيات سيئة ورديئة، حتى سماد اليوريا الذي يوضع بالصيف لم يعطى هذا الصيف لعدم توفره وقارن بين التكلفة في العام الماضي وازديادها الجنوني هذا العام من سعر الشرحات إلى أجرة النقل واليد العاملة و حرارثة الأرض وثمن الأدوية حيث لايوجد أي مقاربة منطقية ما بين سوق الحمضيات واسعارها المتدنية مقارنة بالخدمات المقدمة لها وتكلفتها العالية مايرهق كاهل المزارعين ويجعلهم يعزفون عن هذه الزراعة الميؤوس منها لدرجة أن العديد منهم قام بقلع أشجاره واستبدالها بزراعات أخرى.
وأكد أنه لا يوجد أي دعم من أية جهة حتى السورية للتجارة والتي كان من المفترض أن تأخذ المحصول جاءت بشروطها وبما يدعم عملها كتاجر وليس كداعم للمزارع حيث طلبوا فرز الإنتاج إلى فئات وأخذوا النوعية الفاخرة من الدرجة الأولى فقط وتركوا الباقي الذي لم يشتريه أحد لأن واجهته خصصت للسورية للتجارة وقد تمنى المزارعون لو أنها تأخذ المحصول مع بعضه البعض بلا فرز ولو بقيمة أقل من التي فرضوها ولكنها أبت العمل إلا بشروطها.
وقال: إذا أرادوا فعلاً دعم المزارع عليهم بتخفيض سعر الأسمدة وتوفيرها حين الطلب وتوفير المياه وتأمين مستلزمات الزراعة بأسعار تتناسب مع قدرة مزارعي الحمضيات آخذين بعين الاعتبار أن العمل بموسم الليمون يمتد على مدى عشرة أشهر ويعمل فيه أناس كثر ويعيل أسر كثيرة فقيرة لا مورد لها ولا دخل إلا من خلال عملها بالليمون فإذا ما تم القضاء على مواسمه فماذا ستعمل هذه الأسر؟ وكيف ستعيش في ظل هذه الظروف الصعبة؟
وشاركه الرأي السيد عبد المنعم زيدان مزارع حمضيات ورئيس جمعية رسيون الفلاحية والتي تضم أكثر من 1400 دونم حمضيات مرخصة زراعياً، مؤكداً أن الأسعار تعادل صفراً مقابل الكلفة وأن هناك أصناف عديدة كالفرنسية والكرمنتينا بيعت بأقل من تكلفتها، لافتاً إلى وجود عدة بوادر لقلع أشجار الليمون واستبدالها بمحاصيل أخرى لأن المزارع لا يلقى أي دعم وإنما كل عمله ذل ابتداء من السقي الذي كان بالقطارة هذا العام، وانتهاء بالتسويق، مؤكداً أنه حتى السورية للتجارة لم تقترب من قراهم ولم تسوق لهم أي محصول كما يتم الادعاء رغم أن الحمضيات موسم أساسي ورئيسي في قرى رسيون وخربة ابو خسرف وعين العروس وكلماخو، مضيفاً أنه يتمنى أن يحصلوا على دعم حقيقي وليس مجرد وعود خلبية تطلق في الهواء.
سناء ديب
تصوير حليم قاسم