ألا يكفي مزارعو الحمضيات قهراً محاربتهم سعراً ورياً وسماداً ؟

الوحدة:13-12-2021

 

في البصة، لماذا الدعم الحكومي غائب عن مزارعي الحمضيات والزيتون في الساحل السوري لجهة الأسمدة وسواها، فهم منذ السنتين، وحتى الآن لم يحصلوا على أي نوع من الأسمدة، لأن الدعم اقتصر على محصول القمح حصراً وتحديداً فقط؟!
(ونحن لسنا ضد دعم أي محصول استراتيجي) لكن كم نسمع عن إرهاصات بالدعم للفلاحين والمزارعين بين حين وآخر، ولكننا في الحقيقة نفاجأ بأن الأمر مجرد وعود كلامية معسولة، لأنه لا يوجد على أرض الواقع أي شيء من ذلك.
ألا يكفي هؤلاء الكادحون ما تعرضوا له خلال سنوات ماضية من انتكاسات عسيرة ومجحفة جداً بمواسمهم، جراء غياب الدعم الحقيقي للمحصولين الاستراتيجيين لديهم، وهما: (الحمضيات والزيتون)..؟!
(الوحدة) استطلعت آراء بعض مزارعي الحمضيات، فقالوا: يا للخسارة.. الحمضيات كلها تعب وخسارة بخسارة، لأن كلفة مواسمها كبيرة جداً، ولا تتناسب الأسعار المحددة من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك مع تكلفتها أبداً، عدا أنه لا يوجد أي دعم حقيقي نهائياً لمزارعيها، في حين أن الدعم بالأسمدة وسواها، كان محصوراً بمزارعي القمح فقط، علماً أن محافظة اللاذقية محصولها الاستراتيجي بالدرجة الأولى، هو: الحمضيات، ويليه بالدرجة الثانية الزيتون، أما مادة القمح، فهي تزرع لدينا بكميات قليلة جداً، بينما توجد بساتين الحمضيات وكروم الزيتون بمساحات كبيرة واسعة شاسعة.
وإذا ما أردنا الإشارة إلى حقيقة معاناة مزارعي الحمضيات، ومتاعبهم الشاقة التي يتكبدونها، فهي أكثر من أن تعد أو تحصى، لتدبيرهم مستلزمات أعمال: الري، والتسميد، والأدوية، والتقليم، وصولاً لمرحلتي الجني والقطاف، وانتهاءً بالتوضيب والتسويق.
مع التنويه، أنه خلال فصل الصيف الفائت، كانت كمية مياه الري قليلة وشحيحة جداً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد تجاوزت مدة الشهرين على عدم ضخ الموارد المائية لمياه السقاية في أقنية وشبكات الري المختلفة، فضلاً عن أنه لم تهطل الأمطار خلال تلك الفترة، ما أدى إلى يباس بعض أشجار الحمضيات، التي لم تعد لها أية فائدة ترجى منها.
وهناك، بعض المزارعين الآخرين، ممن لديهم آبار مياه لسقاية بساتينهم، لكن المشكلة الكامنة عندهم ، هي عدم توفر مادة المازوت لمضخات الري، التي يستخدمونها للسقاية.
وفي هذا السياق، ذكر عدد من مزارعي منطقة البصة، التي تشتهر بإنتاج الحمضيات من أنواعها المختلفة، والتي تغطي مساحات واسعة من أراضيها الخصبة، فقالوا: إن أياً منهم لم يستلم منذ فترة خمسة أشهر أكثر من عشرين ليتراً من مادة المازوت المخصصة للمزارعين، وهي لا تكفي إلا لمرتين فقط لإرواء بساتينهم، ولهذا يتساءلون: أين الدعم الحكومي لمحصولهم الاستراتيجي، سواء من أدوية يتكلفون أعباء شرائها، مع أن أسعارها مرتفعة جداً، أو من الأسمدة التي هي بالأساس غير متوافرة للحمضيات، وهم يؤكدون على أنهم – منذ فترة السنتين المنصرمتين، خلال عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١ لم يحصلوا على الأسمدة الضرورية لبساتينهم، وتحديداً السماد من نوع يوريا ٤٦ كون الجمعية التعاونية الفلاحية بدورها هي الأخرى لم تستلم من المصرف التعاوني الزراعي هذا النوع من الأسمدة، فضلاً عن ارتفاع أسعارها إن وجدت.

الحسن سلطانة
تصوير حليم قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار