الوحدة:12-12-2021
نجيء كرهاً إلى الحياة،
نطأ بصوتنا الأول فضاء المكان، نمزق بصرختنا الأولى، وبكائنا العاتي كأنه قميص الليل الحالك، أو رداء النهار مشعشعا بالضوء، تخيط العيون لأجلنا طرحات وغلالات من فرح الانتظار، وأحلام الترقب المشوبة بالأمنيات البعيدات، أو القريبة،
تهزج الحناجر، وربما وجمت الوجوه إذ علتها علة القدوم غير السعيد! ونعق ناعق غراب التشاؤم وأفضى إلى سكينة الحزن في الصدور، وارتياد مساحات الكآبة في المقل، والقلوب ال تحجرت في جدران وردهات المكان، وحده القادم من صدفة الصدفة، انبعاث الوجود، قيامة الخلق والولادة، لؤلؤة الحياة يدق أبواب الأيام ولحظات الحضور يشرع بوابة المحارة، يحل ضيفاً على الوجوه، العيون، والأفئدة.
البعض ينشج، البعض ينشد، وحدها المحارة تبتسم إذ فأجأها مخاض البحر، وشع أو لمع لؤلؤ الانتظار من بعيد حين من شهور أو عمر محسوب بالثواني والساعات،
تقمطه الداية بقماط أبيض، بينما تعده الحياة بلفة رمادية، مدى فصولها وسنيها، تكتب على جبينه العبارة المعهودة كخاتم الأعمار، وسيرة الأقدار:
كلنا،
كلكم،
هم،
ومن سيأتي بعدنا وبعدكم
رسمت طرقاتنا،
شقت،
كتبت لنا خطواتنا
عرفناها، وقد عرفت،
لابد تمشيها أقدامنا
أبينا، أو شئنا، تعدو وراءها أبصارنا، تتوق إلى حلاها أنظارنا!
فهل تراها تضحك الدنيا لنا؟ أم أن الشقاء عنوانها؟
ومثله عنواننا؟
قبل نقطة آخر السطر:
الحب سمو في الروح،
صعود إلى فضاءات الروعة غير المستحيلة،
رضا بالقدر لا متناه!
خالد عارف حاج عثمان